الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع أخي الذي يتهرب من تناول الدواء؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا صاحبة الاستشارة عدد 234490، أشكركم جزيل الشكر على ردكم السريع والذي كان له أثر طيب على والدتي - أثابكم الله -.

بعد الاطلاع على الاستشارة التي توضح مفهوم المرض النفسي الذهاني تبين لي أن حالة أخي هي كما أشرتم في إجابتكم الحالة الذهانية؛ لأن العوارض والتصرفات هي نفسها، كما أعلمكم أنه من الصعب جداً أن تكون لأخي علاقات حميمية مع أي أحد من الأسرة؛ لأنه وبمجرد أن يفاتحه أحد في موضوع الدواء يغضب وينصرف بسرعة ويقطع علاقته معه! كما أنه مقيم بمنزل بمفرده بعلة أنه لا يريد أن يقلقنا؛ لأنه مدمن على التدخين، والحقيقة أنه لا يريدنا أن نعلم أنه لا ينام غالباً، ويتغيب كثيراً عن العمل.

أما عن الطبيب فقد كان يباشر طبيباً بمدينتنا لمدة طويلة، وعندما أصبحت علاقة والدي بالطبيب علاقة وطيدة واكتشف الطبيب أن أخي لا يقول له الحقيقة عند وصف حالته فيتظاهر بأنه ينام جيداً وتحسن حالته النفسية ويطلب منه أن يخفف له الدواء (خاصة أن أخي ذكي جداً ولبق في تصرفاته مع الطبيب) عند ذلك قرر ألا يباشر ذلك الطبيب! ثم أقنعناه بصعوبة شديدة أن يباشر طبيباً آخر في مدينة أخرى، وذلك إثر محاولته الانتحار.

وأما عن الدواء فقد وصف له الطبيب:
- الإبرPiportil l4- 4ml مرة في الشهر.
- Depakine 500 ثلاث مرات في اليوم.
- Temesta 2.5 mg نصف حبة في الليل.
- Artane نصف حبة في الصباح.

ثم خفف له الطبيب الدواء واقتصر على الإبرة 2 ml والـ Depakine ثلاث مرات وال Tranxene 10 mg، ولكنه لا يواظب عليه بل ينقطع أحياناً ويؤخر أخذ الإبرة وينقص من كميتها باتفاق مع الممرضة خلسة عنا! فالرجاء منكم هل يمكن اختصار هذه الأدوية في إبرة أو دواء آخر؟

أفيدونا أفادكم الله وجزاكم خيراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

يُعتبر عدم الانتظام على الأدوية من أكبر المشاكل التي يواجهها الطب والمريض النفسي، ولكن وُجد أن بناء الثقة بين المريض والأسرة والطبيب المعالج هو خير وسيلة لتحسين عادة تناول الأدوية بانتظام، وقد ساعدت التطورات الحديثة في الطب النفسي كثيراً في تحسن تناول المرضى لأدويتهم، والتي تمثلت بوجود أدوية يمكن استعمالها كجرعة واحدة في اليوم، كما أن الإبر الزيتية ذات المفعول الأطول تُعتبر حلاً جيداً، بالرغم من أنها ربما تسبب بعض الآثار الجانبية البسيطة.

الشيء الذي أنصح به لهذا الأخ هو أن يُعطى دواء رزبيريدون، بجرعة أربعة مليجرامات، أي حبةٍ واحدة ليلاً، وهذا يكفيه تماماً، والبديل الآخر هو أن يُعطى إبرة زيتية تعرف باسم Flupenthixol، بجرعة 40 مليجراماً بالعضل كل ثلاثة أسابيع، فهذا أيضاً يعتبر بديلاً جيداً، وتوجد إبرة أخرى باسم رزبيريدون Risperidone consta، بجرعة 25 مليجراماً يتناولها المريض كل أسبوعين، إلا أنه وبكل أسف هذه الإبرة باهظة التكاليف بعض الشيء، فالمريض الواحد يحتاج إلى ما يقارب ثلاثمائة إلى أربعمائة دولار شهرياً.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً