الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شخصيتي تتسم بالرزانة بعكس رغبات زوجي فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 28 عاما، متزوجة منذ 10 سنوات، وعندي 3 أطفال، تزوجت بعمر 17 سنة، ولم أدرك وقتها معنى الزواج.

شخصيتي تتسم بالهدوء والرزانة، وأميل إلى العقلانية في الأمور، وأكثر جدية، وزوجي يحب الفتاة المجنونة والجريئة، وأنا بحكم تربيتي، وتقاليد المجتمع الذي أعيش فيه، لا أستطيع أن أكون كما يرغب زوجي، وهذا الشيء يزعجني، حاولت تغيير نفسي ولم أستطع، أضف إلى ذلك صعوبة الحياة، والظروف المادية، وأطفالي، كل هذه الأشياء تشغل تفكيري، وتجعلني أشعر بالفتور في العلاقة مع زوجي.

زوجي يشتكي ويقول بأنه يفتقد الحنان مني، وأنا عشت طفولة ناقصة من الحنان، لأنني الأخت الكبرى في العائلة، وظروف الحياة صعبة، ولم أجد الحنان الكافي من أمي وأبي، وكنت أقول لهم أريد منكم الحنان، وردهم هو (فاقد الشيء لا يعطيه)، فكيف أحل مشكلتي مع نفسي وزوجي؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: ليس من الضروري أبداً أن تتبعي نفس المنهجية التي يريدها زوجك، يقول أنه يحب الفتاة المجنونة والجريئة، لا أعتقد أنها خصال جيدة، وأنا لا أدعوك أبداً أن تكوني إرضائية له، وأنا متأكد أن الزوج نفسه بعد فترة سوف يتضجر ويمل من هذا النوع من السلوك، إذا اتخذته منهجا، والمهم هو أن يقوم الزواج على أركانه المعروفة، على السكينة، على المودة، على الرحمة، أعتقد بهذه الكيفية يمكن أن تكون لك حياة طيبة جداً مع زوجك، مع الاحتفاظ بما يميز شخصيتك ويميز شخصيته.

اتخذي منهج الفاعلية الزوجية، بمعنى أن تكوني إنسانة مثابرة جداً في خدمة زوجك وأطفالك، وتحسني إدارة وقتك، وتظهري بطاقات جديدة وأفكاراً جديدة وأفعالاً جديدة وراقية على مستوى الحياة الزوجية، هذا سوف يقنع زوجك بأنك على الطريق الصحيح، ولا داعي أبداً للبحث عن فتاة مجنونة أو جريئة، حين يجد فيك المرأة الصالحة، المرأة الصادقة المتفانية من أجل بيتها وزوجها وأولادها، أعتقد أن ذلك سوف يقنعه تماماً بأنك أنت الزوجة المنشودة المرغوبة، وفي ذات الوقت أدخلي أنشطة جديدة في حياتكم، هذا يجعل زوجك يقدر ما قمت به من إضافات جديدة على الحياة الزوجية، أحرصي أن تناقشي الأمور الزوجية حين يكون مزاجك وكذلك مزاج زوجك في حالة استقرار وهدوء، هذا مهم جداً، الحديث عن الطفولة وأنك لم تستمتعي بالحنان المطلوب، هذه الأمور باعتقادي يجب أن لا تكون شاغلاً لك، والحياة يجب أن تقاس بالواقع الآن، وليس ما مضى، الإنسان يستطيع أن يطور سلوكه، ويستطيع أن يحسن مشاعره، وأن يبني فكرا جديدا حتى وإن حرم من أشياء كثيرة جداً فيما مضى.

عيش الحياة بقوة، وبفاعلية، وبأمان، وباطمئنان، هذا مهم جداً، وعليك بالدعاء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً