الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالتي الجسمانية والصحية ضعيفة بسبب المواد الحافظة.. كيف أقوي صحتي؟

السؤال

السلام عليكم

أعيش في أرق، أنا في عمر 21 سنة، منذ كنت صغيرة، وأنا مدمنة على كل ما هو صناعي (حلويات ورقائق البطاطا)، كنت آكلها بكمية كبيرة جدا يوميا قد تكون هي وجبتي الرئيسية، لحد اﻵن أفطر بما هو صناعي، وأنا رضيعة أمي لم يكن بها لبن، رضعت لبنا صناعيا بعدها، وأنا طفلة لم أشرب اللبن ومشتقاته بالمرة، لم آكل السمك إلا قليلا، المهم نظامي الغذائي كان ولا زال جدا سيء، ولكن الحمد لله.

الآن أريد أن أغير حياتي؛ لأني لاحظت أن حالتي الصحية ليست بجيدة، وحالتي الجسمانية ضعيفة، فلقد جاءتني العادة الشهرية لأول مرة في سن 11 سنة.

أعاني من الاعصاب (اكتئاب وانهيار عصبي ) منذ سن المراهقة بدأت أشرب أدوية تهدئة الأعصاب، منذ سن 15 سنة تناولت أدوية قوية شربتها لمدة 4 سنوات بكمية قوية، الآن أعاني من نسيان شديد كأنني عجوز بي زهايمر، والمشكلة ما زلت طالبة، وأيضا أعاني من الكيس وتساقط الشعر، شربت دواء هرمون الأستروجين لمدة 5 أشهر، الحمد لله تعالجت من المشكلتين، لكن وبعد الانقطاع رجعت المشكلتان، والكيس أكبر قليلا (أنا عادتي الشهرية قليلة جدا حتى عندما شربت الدواء، وحتى بعد المعالجة وما زالت قليلة).

الآن بعدما عملت تحليل فصيلة الدم وجدت أن فصيلة دمي هي AB+، وقرأت أن احتمال السرطان في المستقبل أكبر خفت والله؛ لأني كما ذكرت تشبع جسمي بالمواد الحافظة والملونة.

اﻵن أريد أن أغير حياتي، لكن كيف سأزيل تراكم تلك المواد والسموم في جسدي لـ21 سنة؟ هل يمكن وكيف حتى أبدأ نمطا صحيا؟ وكيف أعالج نفسي من الأمراض التي ذكرتها سابقا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اضطراب الدورة الشهرية وندرتها، وتساقط الشعر، والشعور بالوهن والضعف العام بالإضافة إلى حالة القلق والتوتر أمر مرتبط بسوء التغذية سواء بسبب تناول وجبات غير صحية، أم بسبب فقدان الشهية العصبي، وهو مرض تصاب به الفتيات في سن مبكرة، ويلازمهن في بعض الأحيان حتى بعد انتهاء سن المراهقة، ويسمى مرض فقدان الشهية العصبي أو Anorexia nervosa ويتصف بالاضطراب في الأكل والانخفاض في وزن الجسم، ومن أعراضه في بداية الأمر الخوف الشديد من اكتساب الوزن، أو السمنة؛ مما يؤدي إلى ضعف عام، وهزال، وجفاف البشرة، وسقوط الشعر وإلى اضطراب الدورة الشهرية.

وبالتالي يمكنك متابعة حالتك مع الطبيب النفسي للوقوف على الحالة وتشخيصها، وعمل جلسات تحليل نفسي لإخراج ما بداخلها من توتر وقلق، ولفهم طبيعة المرض كل ذلك يساعد كثيرا على الشفاء -إن شاء الله- ومن أفضل الأدوية التي تعالج مرض فقدان الشهية العصبي هو تناول كبسولات Prozac 20 mg، وهو أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، ويتم تناوله لمدة تصل إلى عام كامل، مع تناول كبسولات أوميجا3 ورويال جلي لتقوية الدم.

وقد ذكرت في رسالتك أنواع الطعام غير الصحي، ولديك الرغبة في تغيير نمط حياتك، والتعود على تناول الطعام الصحي، وفي الحقيقة هذا هو السبيل الوحيد لاستعادة حيويتك، وللتخلص من الكثير من الأمراض التي تعاني منها، ومسألة الشرود الذهني والنسيان تحتاج إلى تنظيم الغذاء، وتناول أطعمة تحتوي على مواد مضادة للأكسدة مثل الفواكه السوداء، وعصائر البرتقال والليمون الطازجة التي تحتوي على فيتامين C، بالإضافة إلى الإكثار من تناول أسماك السردين والماكريل والسالمون التي تحتوي على أوميجا 3، مع تناول الحبوب مثل الشوفان الغني بفيتامين ب المركب، وتناول البروتين الحيواني والنباتي والتوقف عن تناول الوجبات السريعة.

ويمكنك في المرحلة تناول كبسولات تحتوي على حديد وعلى فوليك أسيد مثل fefol أو ferose F يوميا كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين إلى 4 شهور، ثم إعادة فحص صورة الدم CBC بعد تلك المدة للتأكد من تحسن نسبة الدم، مع ضرورة أخذ حقنة فيتامين (د) جرعة 600000 وحدة دولية في العضل، ثم تناول كبسولات فيتامين (د) جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة كل أسبوع لمدة 12 أسبوع مع أخذ حقن neurobion المغذية للأعصاب يوما بعد يوم عدد 6 حقن قابلة للتكرار، وشرب المزيد من الحليب وتناول منتجات الألبان.

ولضبط الدورة الشهرية، وللتخلص من الأكياس يمكنك تناول حبوب منع الحمل ذات الهرمونين، وليس حبوب استروجين فقط لمدة لا تقل عن 6 شهور، وهي المدة التي تكفي لتغيير نمط الغذاء والعودة إلى التغذية الصحية، وعلاج مرض فقدان الشهية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً