الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري وأسمع أصواتا وأرى أشياء وهمية فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية، عمري 19 سنة، وأعاني من مرض الوسواس القهري منذ سنتين, أخذت دواء رسبردال 1 ملغم، ولوسترال 50 ملغم، الوساوس التي كانت لدي هي وساوس الاضطهاد، وخوفي من حسد الناس، ولم تتطور الحالة إلى أفعال، ظلت الأفكار الوسواسية فقط، كنت أخاف من الجن، وأرى أمورا وهمية غير ملونة، فقط أشياء تلمع، وأصواتا وهمية، وأظن بأنني مسكونة بالجن، لأن صديقتي تحدثت معي عن هذه الأمور، وأخبرتني بأن هذه الأمور موجودة فعلا، وذكرت في القرآن، وقرأت عن هذا الموضوع في الإنترنت، ما قرأته هو ما كان يحدث معي تماما، مثلا عند قراءة أن الشخص يسمع أحدا ينادي عليه باسمه وأنا أسمع شخصا ينادي باسمي وهكذا.

أشعر بأن إيماني وقربي من الله ضعف كثيرا بعد هذه الحادثة, أصبحت أتكاسل في العبادات، ولا أصلي السنة، وأتضايق من صوت الأذان، وأخاف صوت القرآن, لا أعرف لماذا أصبحت هكذا، وربما يكون السبب لأنني عندما كنت أسمع القرآن، تراودني أصوات تطلب مني إغلاقه، وأسمع أحدا آخر يبكي ويصرخ, وعند سماع القرآن الآن أخاف وأتذكر تلك الفترة المشؤومة.

أريد تفسيرا، لماذا يحدث معي هكذا؟ وكيف أقوي إيماني وقربي من الله؟ فأنا حقا أريد الاقتراب منه، وأصلي بحب وخوف من الله وإخلاص، ولكنني أتكاسل عن العبادات, وأظن لا أعلم إن كان صحيحا أم أنه بسبب الوساوس، أظن أن بعدي عن الله هو سبب عدم التوفيق، فأنا أطمح في الحصول على معدل 4/4 في الجامعة، ولم أحصل عليه، ومعدلي حاليا 3.91، ولكنني الأولى على تخصصي, لكن أنا دائما أطمح للأمور العالية جدا والمميزة، ولا أرضى بصغائر الأمور، وهذا يتعبني حقا.

شكرا لكم مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس القهري يؤثر عليك في حياتك العامة، سواء كانت الدراسية، أو الحياة الاجتماعية، أو الحياة العائلية، وقد يؤثر على تركيزك ومدى مواصلتك حتى في العبادات -يا أختي الكريمة-، فأهم شيء هو علاج الوسواس القهري، لا أدري هل تراجعين مع طبيب معين أم لا، يجب أن يتم التحكم في الوسواس القهري من خلال الأدوية، وطبعاً إذا لم تتحسني على دواء معين بعد مرور شهرين يمكن تغيره مثلاً، الرسبيردال هو ليس مضاد للوسواس القهري، هو مضاد للذهان، ولكن بجرعة صغيرة أحياناً، يساعد في القضاء على الوسواس القهري.

اللسترال من الأدوية الفعالة في علاج الوسواس القهري، ولكن أحياناً قد تحتاجين إلى زيادة الجرعة أكثر من 50 مليجرام، 50 مليجرام هي حبة واحدة، بعض الناس قد يحتاجون إلى 3 أو 4 حبات حتى لعلاج الوسواس القهري، وهذه هي الجرعة القصوى.

يمكنك أن تضيفي علاجا سلوكيا معرفيا، فالعلاج السلوكي المعرفي مع العلاج الدوائي يكون أفضل لعلاج الوسواس القهري من العلاج الدوائي لوحده، ويأتي بنتائج أفضل، الشيء الآخر نصيحتي لك بموضوع الإيمان والعبادات أن تواصلي في العبادات مهما شعرت من ضيق فاضغطي نفسك على مواصلة العبادات، فالمواصلة في العبادة نفسها -إن شاء الله- تؤدي إلى تقوية الإيمان والخشوع، لا تتركي الصلاة، لا تستجيبي إلى وسوسة الشيطان، واصلي العبادة مهما شعرت من ضيق وتوتر، واصلي الصلاة حتى وإن لم يكن هناك خشوع فيها، ويستحسن أن تصلي جماعة، إذا وجدت أحدا في البيت صلي معه جماعة فهذا يساعدك أيضاً في المواصلة على الصلاة، ومع تحسن الوسواس القهري والمواصلة في الصلاة يحدث الخشوع والإيمان -بإذن الله تعالى-.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً