الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم مواظبتي على العبادة والرقية فإن أهدافي لا تتحقق، فما المشكلة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مواظبة على الصلاة وقراءة القرآن، وخصوصاً سورة البقرة والمعوذات، لكن أشعر أن هناك أشياء تمنعني من تحقيق أهدافي وخاصة الزواج.

هل يمكن لسورة البقرة اكتشاف المس والسحر عند قراءتها؟ ألا يجب إذا كنت ممسوسة أو مسحورة أن أرى أشياء أو أسمع أصواتا؟ هل يمكن أن أكون مسحورة أو ممسوسة بالجن العاشق؟

من فضلكم أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- في الشبكة الإسلامية وردا على استشارتك أقول:

- فمن توفيق الله لك أن هداك وجعلك لا تقطعين فرضا من فروض الصلاة وتداومين على تلاوة القرآن فاستمري على ذلك، وأكثري من نوافل الصلاة فهي مفتاح كل خير، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك وتكن لك حرزا من كل شر.

- بعض أنواع الأسحار لا يؤثر فيها تلاوة الشخص للقرآن الكريم وبعضها توجِد عنده ضيق شديد فلا يريد أن يقرأ ولا أن يستمع القرآن.

- ليس لازما أن يرى أو يتخيل المسحور أشياء أو يسمع أصواتا؛ لأن ذلك على حسب نوع السحر.

- للوصول إلى أي هدف لا بد من عمل الأسباب المشروعة، ولا يمكن للساحر أن يعطل جميع حياة المسحور.

- أختي الفاضلة: الزواج رزق من الله تعالى يسير وفق قضاء الله وقدره لا يفوت بالترك ولا يأتي بشدة الحرص، ولا يستطيع الإنسان أن يقدم فيه أو يؤخر، فمتى حان الوقت الذي قدره الله أتى الشخص الذي جعله الله من رزقك، فكوني متفائلة ومطمئنة يقول تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ).

- لقد ذكرت أنك تشعرين أن هناك أشياء تمنعك من تحقيق أهدافك، ولم تذكري لنا كيف تشعرين بذلك، وهل أنت تقومين بفعل الأسباب المشروعة، لأن الله تعالى جعل لكل شيء سببا فالتعميم غير جيد.

- لا بأس أن تعرضي نفسك على راق أمين وثقة بحضور أحد محارمك، فإن تبين شيء فاستمري بالرقية حتى تشفي -بإذن الله-، وإن لم يتبين شيء فهذا يعني أن أمورك على ما يرام، وكون بعض مصالحك لم تستطيعي تحصيلها لا علاقة له بالسحر، بل هو مقدر من الله أن يكون كذلك، فما أكثر الأشياء التي نحاول تحقيقها ولا تتحقق في الوقت الذي نريد، لكنها قد تتحق في الوقت الذي قدره الله تعالى.

- تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله ما تريدين من خيري الدنيا والآخرة، وتحيني أوقات الإجابة فلعلك توافقين ساعة إجابة فيستجاب لك والقدر لا يده إلا الدعاء.

- أكثري من دعاء الكرب (لا إله الا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم)، ودعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

- لا تعجلي بالدعاء ولا تقولي قد دعوت فلم يستجب لي يقول عليه الصلاة والسلام: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل).

نسعد بتواصلك إن استجد أي جديد، ونسأل الله تعالى أن يعطيك من الخير ما تتمنين، وأن يصرف عنك كل مكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً