الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعتريني أفكار سيئة بعد خطبتي لفتاة.. وجهوني للصواب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي أفكار كثيرة بعدما تقدمت بخطبة فتاة، وتم دفع مبلغ المهر، وذلك لعدة أسباب تم اختيار الفتاة بناء على رغبة والدتي وأن أسرتها بسيطة ومحترمة، فوافقت بناء على رغبة أمي، ومن أجل رضاها، وخصوصا بعد عدد من الخطبات الغير مباشرة التي لم تتم.

وبعدما تقدمنا لخطبة الفتاة بشكل رسمي طلبوا منا مبلغا كبيرا، وطلبات كثيرة بالإضافة إلى صالة أفراح، والعديد من المستلزمات الأخرى، والآن بعد دفع المهر وتوابعه، لدي أفكار كثيرة لماذا لم أتزوج فتاة أصغر مني؟ حيث إن الفتاة أكبر مني بعدد من الشهور، ولماذا لم أتزوج بفتاة تعمل لكي تساعدني على ظروف الحياة؟ لأني موظف حكومي متوسط الدخل، وأسكن في العاصمة بالإيجار، ولماذا لم أتزوج فتاة ذات جمال حيث إن خطيبتي متوسطة الجمال، وليست كما أريد، ولماذا لم أتقدم لخطبة فتاة من عائلة مرموقة؟ لأنني دفعت أموالا كثيرة، وأفكارا كثيرة جدا، أرجوكم أن ترشدوني فأنا كثير التفكير، ولا أعرف ماذا عليّ أن أفعل؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- لا يجوز للوالدين أن يفرضا على أبنائهم اختيار الزوج أو الزوجة إلا بإذن أولادهم ورضاهم, لكن يستحب للأولاد طاعة آبائهم في اختيار شريك حياتهم, تحقيقاً لبرهما والإحسان إليهما؛ شريطة أن يكون شريك الحياة على جانب مرضي من الدين والخلق الحسن, لما دلّت عليها النصوص الشرعية: (فالصالحات قانتات حافظات الغيب بما حفظ الله) وفي الحديث: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).

- أما ما ذكرت من كونها من أسرة متواضعة، فليس في ذلك عيب شرعي إلا أن تراعي العُرف العام، فحسب وهو أمر معتبر إذا كان في تركه ما يخل بالمروءة في عُرَف الناس العام.

- وأما كونها متوسطة الجمال فهو أمر في الغالب مقبول عند الكثيرين إلا إذا كنت غير مطمئن لجمالها – والأمر إلى تقديرك – إذ إن الجمال المرضي عند الزوج مهم في تحقيق العفّة وغض البصر كما في الحديث: (...فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج)، فيمكنك فسخ الخطبة واسترجاع المهر إذا أردت، ولاسيما مع حرصك على أن تكون زوجتك أصغر منك بسنوات, وهو أمر منطقي، وفيه مصالح لا تخفى.

- لكن من المهم مراعاة خاطر والدتك ورضاها وعدم إحراجها لدى أسرة المخطوبة, ومراعاة التكاليف المادية والمعنوية التي قد تلحق بفسخك للخطبة.

- ظاهرة غلو المهور قاصمة للظهور، ومنافية للشرع في تعطيل أو إعاقة الزواج، وما يترتب عليها من مفاسد انتشار الفواحش والعنوسة وغيرها, وهي ناشئة بسبب الطمع أو المباهاة وغيرها.

- نعم, فإن تكاليف النفقة والسكنى على الزوج دون الزوجة لكن يجوز للخاطب أن يختار الزوجة صاحبة المال كالموظفة, وفي الحديث: (تنكح المرأة لأربع : ولمالها..) لإعانته على تكاليف النفقة والسكنى لاسيما إذا كان محتاجاً شريطة الاتفاق معها على مساعدته أثناء العقد فحسب, وقد صح عن عمر رضي الله عنه قوله: (مقاطع الحقوق عند الشروط) أي أن الإنسان ينقطع حقه بما التزم به من شروط على نفسه, وفي الحديث : (المسلمون على شروطهم) وفي البخاري : (إن أحق الشروط أن يوفّى بها ما استحللتم به الفروج).

- أوصيك بالاستخارة لله تعالى, واللجوء إليه بخالص الدعاء أن يوفقك إلى الزوجة الصالحة والمناسبة (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعين واجعلنا للمتقين إماما).

- أسأل الله تعالى أن يفرج همك وييسر أمرك ويشرح صدرك ويختار لك ما فيه الخير والمصلحة في دينك ودنياك ويرزقك الزوجة الصالحة والحياة السعيدة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً