الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعور غريب ووسواس ينتابني أني في حلم، فكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدأت مشكلتي قبل أسبوعين تقريبا عندما كنت أستخدم اللابتوب وفجاة شعرت بضيق في صدري وحزن وشعور غريب جدا وكأني سأجن، وبعد عدة دقائق خف هذا الشعور، ولكن شعور الحزن والكآبة واليأس كان ينتابني معظم اليوم.

قررت الذهاب إلى طبيب نفساني بعدها بأربعة أيام؛ لأني مللت من كل شيء، فقدت لذة الحياة في ذاك الوقت، أخبرني الطبيب أن مدة الأعراض قصيرة لوصف أي دواء، وقد يكون ردة فعل لمخاوف أو أفكار سلبية تدور في رأسك.

أخبرت الطبيب أني شخص متفائل جدا ومرح وأحب تطوير نفسي في مجال تخصصي، وأني تخرجت في الجامعة منذ 7 شهور ولم أحصل على وظيفة، وسبب لي هذا الأمر نوعا من القلق والمخاوف في المستقبل، حيث أني أقضي معظم وقتي على اللابتوب أو ألعاب الفيديو، وأنا كثير التفكير، وأعاني من أرق في النوم منذ مدة طويلة، لذلك أخبرني الطبيب أن أغير نمط حياتي وأن أمارس الرياضة، ووصف لي تربتزول 25 حبة قبل النوم لحل مشكلة الأرق.

تحسنت كثيراً جداً بعد تغيير نمط حياتي، ومشكلة النوم تحسنت كثيرا بفعل الدواء وأصبحت أنام بشكل أفضل، وتحسنت نفسيتي، واختفى شعور الحزن والكآبة، حيث صرت أخرج إلى المسجد لكل صلاة واختلط.

أخبرني الطبيب أن تربتزول 25 مج لا يضر ولا يسبب الإدمان، فما رأيكم؟

بعض الأحيان ينتابني شعور أني في حلم، لا أشعر بطبيعتي، وأشعر أن هذه المشكلة ستستمر معي للمستقبل وتعكر حياتي، هذه الوساس تسبب لي الازعاج الكثير، والمشكلة أنها بدأت في رأسي منذ أن قرأت استشارة عن هذا الإحساس.

أنا أعلم أنها مجرد وساوس وأوهام، لكنها تضايقني جدا وتقلب مزاجي من فرحة إلى شعور بفراغ ويأس، وهي تأتي وتذهب على فترات متقطعة في اليوم، خاصة عند استخدام اللابتوب وخاصة عند القراءة من خلاله أو التركيز على شيء، وتعكر مزاجي مع الأصحاب.

أرجوكم كيف أتخلص من هذه الوساوس وهذا الشعور بدون أدوية؟ أريد أن أعيش حياة طبيعية كما كنت سابقا، وهل أستطيع الاستمرار على دواء تربتزول حبة يوميا قبل النوم لمدة طويلة؟ لأني أنام بشكل أفضل بكثير مع استخدامه.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفق مع الطبيب الذي ذهبت إليه اتفاقًا تامًّا بأن هذه ردة فعل لوضعك الاجتماعي من عدم الحصول على شغل وجلوسك للابتوب لفترة طويلة، فهذا سبب لك الأعراض النفسية التي شعرت بها من ضيق وتوتر وحزن وشعور غريب، والحمد لله الطبيب أعطاك النصيحة التي ينبغي عليك أن تعمل بها، وتخلصتَ من هذا الشعور بدرجة كبيرة.

التربتزول مضاد للاكتئاب، ومُهدئ في نفس الوقت، وخمسة وعشرين مليجرامًا جرعة صغيرة، والاستمرار عليه لفترة طويلة ليس منه أي ضرر، إذ أنه ليس له أعراض جانبية كثيرة في هذه الجرعة الصغيرة، ولا يُسبب الإدمان.

الشيء الثاني: يجب أن تشغل نفسك أكثر حتى ولو وجدتَّ طريقة للتدريب، التدريب لرفع الكفاءة وزيادة فرص الحصول على عمل، فكلما انشغلت عن نفسك بتدريب نفسك وصقلها في مهنتك أو فيما تخصصت فيه من علمٍ، وكلما أخذت دورات ودراسة فيما تعلم، كلما قلَّ الشعور والأحزان التي تعاني منها.

الخروج نعم للرياضة مهم، ولكن السبب الرئيسي هو عدم الحصول على عمل، فبمجرد انشغالك حتى ولو التحقت بأي شيءٍ لتدربك أو ترفع كفاءتك ومهاراتك حتى ولو كان عملاً بدون أجر فهذا يُحسِّن وضعك النفسي، وفي نفس الوقت يُحسِّن وضعك التنافسي في إيجاد عمل في المستقبل، ولن يخيب من كان متوكلاً على الله ويسعى في مناكب الأرض، قال تعالى: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه}.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً