الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفكير في الموت والعذاب يمنعني من مواصلة الحياة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فتاة، أبلغ من العمر 24 سنة، فقدت لذة الحياة والرغبة فيها، ولا أرغب في الاستيقاظ لأنني أفكر ماذا سأفعل؟! ليس لأنني في فراغ، ولكن هذا ما يحدث لي أيام الإجازة، وأشعر بالقلق بدون سبب وهذا ما يسبب لي نقصا في الشهية للطعام.

وكسلي الدائم والخمول والتعب حتى من دون أي مجهود، والأرق بسبب ألم يصيبني في ظهري، والتحاليل تثبت أنه لا يوجد أي خلل، وليست لدي الرغبة في عمل أي شيء؛ لأنه لم يعد يهمني شيء، فأنا في عزلة ولا أتواصل مع أي شخص.

وأيضا منزعجة طوال الوقت، ومتضايقة وساخطة، وأرى كل شيء مزيف، كما أن الناس تحسدني على ما أنا فيه وعن تخصصي، وأنا في الحقيقة أعاني ونادمة عليه، فبدأت أنسى وأصاب بالتبلد يوم الامتحان، وأحس بالفشل، وأن الأمور تداهمني أنا على وشك الفشل، علما أنني على مقربة من التخرج والضغوط كثيرة.

وتأتيني موجات من الحزن تستمر معي لأيام؛ حيث لا أستطيع حبس دموعي، وأبدأ في تذكر الماضي وما حصل فيه، وأتحسر على نفسي، وأندم على أشياء، وأرى أن بدايتي لم تكن جيدة والنهاية أيضا، فتمنيت الموت؛ لأنني رأيت أنه الحل الوحيد وندمت على ذلك.

ومنذ أيام بدأت أخاف، فعندما أريد أن أنام أخاف من الموت ومن العذاب، ففكرة الموت والنهاية وحدها كفيلة بأن تثني عزمي عن مواصلة الحياة، فلماذا نتعب إذا كنا سنموت؟! حقا أعصابي متعبة هذه الأيام، وأنا محتارة ومترددة بكل شيء، ولا أجد من أحادثه أو أثق به .

أرجو مساعدتي، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ رانية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من سؤالك هناك احتمال كبير من أنك تعانين من حالة من الاكتئاب النفسي، حيث أن معظم الأعراض التي وردت في سؤالك إنما هي من أعراض الاكتئاب، فبالإضافة للشعور بالحزن غير المبرر هناك البكاء والنظرة السوداوية، وتذكر سلبيات الماضي، وذهاب الانبساط من أي شيء، وتشتت الانتباه وضعف القدرة على التركيز بسبب ضعف الانتباه واضطراب النوم والأرق، والتكاسل عن القيام بالأشياء التي كنت تحبينها في الماضي، وحتى وصل الحال لعدم الرغبة في الحياة وتمني الموت.

والسؤال هنا هل يا ترى مررت بظروف أو مواقف صعبة ما؛ مما يمكن أن يفسر هذا الشعور بالاكتئاب؟ حيث لم يرد في سؤالك شيء من هذا، إلا أنك ذكرت أنك واقعة تحت ضغوط كثيرة.

والذي أنصح به أن تراقبي حالتك ومشاعرك، وأن تحاولي التخفيف من شعورك بالعزلة بالتواصل مع صديقاتك وأسرتك، فالصداقات مصدر من مصادر شعورنا بالحياة، لأن الإنسان كائن اجتماعيّ بطبعه، ولعل هذا الخروج من الوحدة والعزلة هو كل العلاج المطلوب لتصحيح الحال وعلاج الموقف.

ولكن إن طال الأمر واستمر شعورك بهذه الحالة، فالأفضل مراجعة طبيب نفسي أو حتى طبيب عام أولا، وهو يمكن أن يأخذ القصة كاملة ويقوم ببعض الفحوصات الطبية ليصل للتشخيص السليم، ومن ثم ينصحك بالعلاج المطلوب.

ولا شك أن الطبيب قد يقوم ببعض الاختبارات ومنها اختبار وظائف الغدة الدرقية، فنقص نشاطها يمكن أن يشبه حالة الاكتئاب، وهي حالة طبية يسهل علاجها بهرمون الغدة الدرقية.

وأرجو أن لا تترددي في مراجعة الطبيب النفسي، بالرغم من موقف المجتمع من موضوع الطب النفسي، والوصمة الاجتماعية، فالاكتئاب مرض كغيره من الأمراض البدنية التي يمكن أن تصيب الإنسان، ومن المعروف علاقة الاكتئاب ببعض المواد الكيميائية في الدماغ، والتي يمكن تصحيحها عن طريق دواء مضاد للاكتئاب.

والرياضة أيضا من مضادات الاكتئاب النفسي الفعال، فعليك بها مجددا.

وفقك الله في دراستك وحياتك، وكتب لك الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً