الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي مريضة نفسيا وتتناول الدواء، فهل تخبر خطيبها بذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم كل الشكر على هذا الموقع.

أود أن أتكلم على حالة أختي، فقد أصيبت فيما قبل منذ 5 سنوات بانهيار عصبي حسب اعتقادنا، حيث إنها كانت دائما منهمكة بالدراسة والمطالعة وقليلا ما تنام، حتى عند ذهابها إلى فراشها تبقى تستذكر ما طالعته، وفي يوم دخلت في حالة من البكاء المتواصل والصراخ، وتريد الخروج من المنزل حتى اعتقدنا أنها جنّت، فذهبنا بها إلى راق أرقى لها، ولكنها بقت على نفس حالها، بل وتزيد سوءا، بقيت قرابة 3 أيام لم تنم فيهم إلا سويعات قليلة، حتى عرضت على أهلي أن نأخذها لطبيب نفسي، فذهبنا بها، وأعطتها أدوية تتناولها في حينها.

داومت أختي على الأدوية الطبيبة وهي مضادة للذهان من المثبطات، وتحسنت حالتها، وتخلت بعدها عن الدواء لمدة ما يقارب العامين، ولكن في ليلة لم تنم فعاودتها الأعراض بكاء دون توقف، فأعدناها إلى الطبيبة، وأعادت لها الدواء، وتحسنت وبقيت تتناوب على الطبيبة كل شهر، وقالت لها: لديك اضطراب ثنائي القطبية، حيث قالت لها أنك في أشد أوقات الفرح أو الحزن ستأتيك الحالة الجنونية السابقة، ولكن لم تأتها الحالة، في حالتي فرح شديدة يوم خطبة أختنا ويوم تخرجها، أو في حزن يوم وفاة جدي.

وبالأمس كان موعد جلستها، فذهبت إليها ووجدت رجلا بديلا لها، وقالت: أريد أن أتوقف عن الأدوية بحكم أن أختي مخطوبة، وخطيبها إنسان ملتزم، ويعلم أنها كانت مريضة، ولكن لا يعلم أنها مستمرة على الدواء، فأحبطها الطبيب حيث قال لها: هذا مرض مزمن ما دام أنه عاودك، على الرغم من أن طبيبتها قالت لها سابقا ستتخلص من الدواء، وهي الآن محبطة وخائفة خاصة من زواجها وإذا علم خطيبها وتكلمت معها عن أعراضها فقالت:
- تأتيني الحالة من كثرة التفكير في المستقبل وعندما لا أنام في الليل.
- عندما تأتيها الحالة تصبح كأنها مجنونة تصرخ وتبكي وتريد الخروج، قالت لي أتخيل نفسي أنها يوم القيامة، مع العلم أختي من النوع الكتوم والذي يجتهد دائما.

أسئلتي جزاكم الله خيرا وإن أطلت عليكم هي كتالي:
ما هو مرض أختي؟ هل هو اضطراب ثنائي القطب أو غير ذلك؟ وإذا كان كذلك هل هو مزمن وتبقى تداوم على الأدوية؟ وما العلاج والحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ mizou حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هو اضطراب يُصيب المزاج، ويأتي في شكل نوبات، إمَّا نوبة اكتئاب جسيمة (شديدة) بها كل الأعراض الاكتئاب، من بكاءٍ، وعدم اهتمام، واضطراب في النوم، وعزلة اجتماعية، وفقدان للشهية، وفقدان للوزن، وميول انتحارية، أو نوبة هوس، وتكون هذه بانشراح شديدٍ وحركة شديدة وعدم رغبة في النوم، وأحيانًا الانفعال، وأفكار كثيرة، وأفكار عظمة، وشعور بالأهمية.

إذًا الاضطراب الوجداني إمَّا أن يأتي على شكل اكتئاب، أو على شكل نوبة هوس وانشراح، هذا هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

ولا يمكنني الجزم في تشخيص أختك من خلال هذه الرسالة – أخي الكريم – لا بد لتشخيص الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من قابلة الطبيب مقابلة مباشرة، أخذ تاريخًا مرضيًا مفصَّلاً عن كل نوبة، وأعراضها، وماذا حصل؟ وكيف الاستجابة للدواء؟ وما مدتها؟ وما مدة التحسَّن؟ ورجوع النوبة مرة أخرى؟ وفحص الحالة العقلية عن طريق المقابلة المباشرة، حتى نعرف المزاج، مزاج الشخص، ومن ثم تشخيص الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

أما من ناحية معلومات فالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية – كما ذكرتُ – يأتي في شكل نوبات، ويمكن أن تأتي نوبة واحدة ولا تأتي نوبة أخرى بعد الأولى لعدة سنوات، ويمكن أن تتكرر النوبات، فإذًا المشكلة في المرض أنه قد تتكرر النوبات، ولكن ما بين النوبات يكون الشخص طبيعيًا ويعيش حياةً طبيعية، وعادةً إذا تكررت النوبة أكثر من مرة في خلال الخمس سنوات الأولى يجب إعطاء علاج وقائي كي لا تتكرر النوبة، وهذا قد يكون ذكره الطبيب لك، بأنه يجب أخذ دواءً وقائيًا لعدم تكرار النوبة، في حالة التكرار أكثر من مرة.

والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية –أخي الكريم– لا يمنع الزواج، لديَّ مرضى كثر عندهم اضطراب ثنائي القطبية تزوجوا وأنجبوا وعاشوا حياة طبيعية، المهم –أخي الكريم– هو مصارحة الزوج والخطيب بهذا المرض، وشرحه له، ويمكن أن تأخذه للطبيب المعالج.

الشيء الآخر: يجب المراجعة مع طبيب واحد، أنا أعرف الظروف أن الطبيبة سافرتْ وحضر طبيب مؤقت مكانها، ولكن بعد ذلك عليكم الاستمرار مع نفس الطبيبة التي تراجعون معها.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً