الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالخوف وخفقان القلب عند رؤية أخي التوأم

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب ملتحي، بعمر 23 سنة، وأحاول أن أكون على قدر من الالتزام بفضل الله تعالى, وإنما استشارتي هذه لأشكو لكم ما نغص حياتي.

أنا شخص طيب القلب لأبعد الحدود، وقد عرفت بذلك حتى إني لا أوذي من آذاني أو ضرني بسوء, لكني مع ذلك لا أجعل أحداً يستغفلني.

مشكلتي أني أشعر بالخوف وخفقان القلب عند رؤية أخي التوأم, في الحقيقة أنا لا أخاف منه، فعلاقتنا علاقة أخوة طبيعية، نساند بعضنا ونجالس بعضنا، وماله لي ومالي له, لكني لا أعلم لما هذا الإحساس بالخوف، وكأنه عدوي حتى عند ذكر اسمه؟!

حاولت أن أتغلب على هذا الشعور لكن لا جدوى، لدرجة أني أتصيد له الأخطاء لأعاتبه أو حتى أضربه لأثبت لنفسي أني لا أخاف منه.

لقد أصبحت أكره الأيام التي يأتي فيها لهذا السبب، وأصبح في بغض له في بعض الأحيان.
علماً أن أخي هذا طيب القلب، ويساعدنا ولا يقصر معنا، وقد كرهت حياتي في وجود هذا الشعور والإحساس، حتى أصبحت أوسوس في ديني بأن الله لن يساعدني، فقد دعوت الله كثيراً أن يجلي عني هذا الأمر.

أنا أعاني منه منذ ما يقارب سبع سنوات, فإن كان لديكم لحالتي تشخيص وعلاج فأفيدونا.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أدري هل أنتما تؤأمان متطابقان أم لا، عادة التوائم يرتاحون لبعضهم البعض، وتكون علاقتهما قوية جداً وبالذات التوأمين المتطابقين.

أما إذا كنتم غير متطابقين فالعلاقة تكون عادية مثل علاقة أخ بأخيه هذا من ناحية، من ناحية أخرى أنا أيضاً لا أستطيع أن أحدد لماذا هذا الشعور العدائي تجاه أخاك التوأم أو أخيك التوأم هذا يحتاج إلى تحليل عميق لشخصيتك وشخصية أخيك في نفس الوقت وقد يكون هناك غيرة من أشياء لا تدركها أنت في أخيك وهذه الغيرة تأتي في هذا الإحساس العدائي.

أنصحك بالذهاب إلى طبيب نفسي لأنه قد يحتاج إلى عدة جلسات معك، جلسات طويلة ومفصلة لأخذ تاريخ دقيق ومفصل عن شخصيتك في المقام الأول، وشخصية أخيك في المقام الثاني ومن ثم محاولة الوصول لمصدر ومنشأ هذا الشعور، ولكن أطلب منك أن تتجاهله بقدر المستطاع ونحن أحياناً قد لا نتحكم في مشاعرنا، ولكن نتحكم في أفعالنا، فيجب أن لا تفتعل الأشياء كما قلت وتحدث مشاكل مع أخيك، يمكنك أن لا تتصرف على ضوء هذه المشاعر وإن كنت لا تستطيع السيطرة عليها، أنا أعلم أنها طبعاً مؤلمة وغير مريحة، ونسأل الله العلي القدير أن يساعدك في التخلص منها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً