الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري وأتناول الدواء فإلى متى أستمر على عليه؟

السؤال

السلام عليكم

أوجه الشكر لكل القائمين على الموقع، وأدعو الله أن يعطيهم خير الجزاء، لما يقدمونه إلى المسلمين.

أعاني من الوسواس القهري منذ 15 سنة، وتعالجت عدة مرات بمختلف أنواع الأدوية، ومنذ ثلاثة أسابيع وصف لي الطبيب الفافرين بجرعة 200 مجم، واريبيبرزوال بجرعة 10 مجم، وأشعر ببعض التحسن، فمتى يبدأ مفعولهما كاملاً؟ وهل أزيد جرعة الفافرين أم أقوم بتغييره؟ وإلى متى أستمر عليه؟

وشكراً لكم، وجزاكم الله خير الثواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، أخي أول ما أبدأ به هو أن أنصحك بأن تفعل الآليات العلاجية السلوكية لعلاج الوسواس القهري.

أنا متأكد أنه لديك معرفة تامة بهذه العلاجات والتمارين، والتي تقوم على مبدأ رفض الوسواس والقيام بما هو مضاد له، وعدم مناقشته أو محاورته أو محاولة تفصيله.

هذه -يا أخي- مبادئ علاجية أساسية، ولا بد أن يكون شعارك أن لا يكون الوسواس جزءاً من حياتك، أي أن لا تقبل أبداً أن تتعايش معه، بعض الناس يقبلون التعايش مع بعض أعراض الوسواس وهذا أمر ليس بجيد، ويوجد تشخيص حديث يسمى الوسواس القهري مع افتقاد الاستبصار، وهذا يقصد به أن الإنسان قد قبل أن يتعايش مع الوسواس للدرجة التي افتقد المقاومة ضده، وأصبح لا يصاب أصلاً بالقلق، لأنه يستجيب لمتطلبات الوسواس.

أخي الكريم، لا تدخل نفسك في هذه الدائرة جزاك الله خيراً، وفيما يتعلق بالعلاج الدوائي قطعاً الفافرين والأريببرازوال ويضاف إليهم البروزاك تعتبر هي الجرعة أو التركيبة العلاجية الناجعة، والناجعة جداً، لعلاج الوسواس القهري فيما يتعلق بالعلاج الدوائي.

التحسن الذي طرأ عليك هي بشارة جيدة، والتحسن التدريجي دائماً أفضل، لأنه يكون أكثر قوة وثباتاً ورسوخاً من التحسن السريع، والذي قد لا يستمر، فاصبر على الدواء، وأقول: إن الفافرين في بعض الأحيان تتطلب فاعليته أن تكون واضحة وجلية بعد ثلاثة أشهر من بداية العلاج، فلا تستعجل أبداً، أنت -إن شاء الله تعالى- على المسار الصحيح، وعلى الخط الصحيح.

الجرعة القصوى للفافرين هي 300 مليجرام يومياً، بمعنى أنه لديك مجال أن ترفع الجرعة لكن هذا يفضل أن يكون باستشارة طبيبك، وإن أردت أن تأخذ الخيار الآخر في حالة أنك لم تصل إلى التحسن المنشود.

هنا إضافة كبسولة واحدة من البروزاك الفلوكستين ستكون فاعلة جداً، لأن دراسات كثيرة أشارت أن جرعة من البروزاك يضاف إليها جرعة من الفافرين وجرعة من الأريببرزوال أو الرزبيريادون هي التي تقضي إن شاء الله تعالى على أي نوعاً من الوسواس المطبقة والمقاومة للعلاجات التي لم تكن على هذا المنهج.

أخي الكريم، الاستمرار على العلاج مهم، ودائماً هنالك جرعة علاجية وجرعة وقائية، الجرعة العلاجية هي التي تحدثنا عنها بالجرعة الكاملة للفافرين زائد الإريببرزوال أو الفافرين بجرعة 200 مليجرام يضاف إليه البروزاك هذه تعتبر جرعة كاملة فاعله والتي من وجهة نظري ما دامت وساوسك مطبقة تستمر عليها لمدة عام كامل.

هذه ليست مدة طويلة -أخي الكريم- خاصة أن هذه الأدوية سليمة، بعد ذلك يمكن أن تنتقل إلى الجرعة الوقائية وهي أن تخفض الجرعة العلاجية لمقدار الثلث، وهذه أيضاً تستمر عليها لمدة عام إلى عامين ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى النصف وهذه أيضاً تستمر عليها لمدة عام إلى عامين وهكذا، المهم هو المتابعة مع طبيبك أخي الكريم وما ذكرته لك يمكن أن تسترشد به.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً