الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أعاني من خمول وتوتر دائم أثر على جميع نواحي حياتي، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا سيدة أبلغ من العمر 24 عاما، تزوجت منذ عام ونصف، وانتقلت مع زوجي إلى المملكة المتحدة، واستقرينا هناك، مشاكلي تحديدا بدأت منذ خمس سنوات بعد وفاة شخص مقرب لي، واجهت عدة أعراض هي تحديدا:
صعوبة في التركيز، لا أستطيع الاستيعاب، بعد ثوان قليلة ذهني يذهب لمكان آخر مهما حاولت، وهذا أثر سلبياً على دراستي، كما أني ألحظ ضعف ذاكرتي نتيجة لصعوبة التركيز، وغير ذلك كوابيس تخص أشخاصا ومخاوف، المشكلة أنني أستيقظ، وهذه الكوابيس تؤثّر سلباً على مزاجي لباقي الْيَوْمَ.

كنت أحب القراءة، وأكتب كثيرا من النصوص الأدبية، أما الآن فأنا لا أستطيع أن أقرأ أو أكتب، أشعر بأن عقلي مفرغ تماماً من كل الأفكار، كما لحظت أنني أكره القيام من السرير، أريد النوم باستمرار، مهما كان عدد ساعات نومي أرغب في النوم أكثر وبجانب ذلك كسل وخمول وانعدام الرغبة في كل شيء.

ولاحظت أيضا عندما أخرج للعامة فأنا شخص غير متزن، اصطدم كثيراً، وأتلعثم رغم أنني أتحدث بطلاقة تامة للإنجليزية، لكن أبدو غير واثقة من نفسي، أصاب بالدوار وسط الازدحام، وأشعر أنني أريد العودة للمنزل حالاً بجانب توتري وقلقي الدائم بلا مبرر، وبلا أي أسباب، الذي انعكس في سلوكي على نتف شعري، حتى بدأت أشعر بالصلع في مقدمة شعري.

ولا أنسى أنني لم أستطع تكوين أي صداقة خلال الخمس سنوات الماضية، رغم أنني عرفت أشخاصا رائعين على صعيد العمل وغيره، ولكن سرعان ما تنتهي العلاقة من جانبي لسبب أنني لا أتمكن من الوثوق بهم، وتلازمني فكرة أنهم سوف يخذلوني في النهاية، ويخونون ثقتي، مما يدفعني لاختلاق المشاكل وإبعادهم من حياتي، لا أعرف ماهي مشكلتي؟ ولكن أعلم أنني أحتاج المساعدة!

لم أعد أعرف نفسي؟ ومن الشخص الذي أصبحت عليه؟ أريد إكمال دراستي، وإنجاب أطفال رائعين، وأشعر أنني سعيدة مجدداً، لكنني أشعر بعدم قدرتي، وأن هذه الأعراض عائق أمامي، فأرجو منكم مساعدتي!

جُزيتم خيراً على عملكم الرائع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتعانين من أعراض اكتئاب في المقام الأول وبعض أعراض القلق، والمشكلة كما ذكرتِ بدأت قبل خمس سنوات، أي قبل أن تتزوجي، وقبل أن تُسافري إلى المملكة المتحدة، وطبعًا السفر أو الغربة في حدِّ ذاتها في الفترة الأولى تُصيب الشخص بالقلق والتوتر والاكتئاب، حتى يتأقلم على الحياة الجديدة والعالم الجديد، هذا يحتاج لبعض الوقت.

وأيضًا لا أدري إن كنت تعملين، إضافة إلى الزواج وأعباء الحياة الزوجية، كل هذا يزيد من الضغوط النفسية عليك، وطبعًا قبل هذا كنت تعانين، فإذًا هذه المعاناة مضاعفة.

إذًا –أختي الكريمة– تحتاجين إلى مساعدة، وطبعًا المساعدة متوفرة في المملكة المتحدة، عليك أن تقابلي طبيبك الخاص، وهو بدوره سوف يقوم بتحويلك إلى أخصائي الطب النفسي، أو إلى معالج نفسي، فأيضًا العلاج النفسي متوفر –أختي الكريمة– طالما أنت تجيدين الإنجليزية، تحتاجين لدعم نفسي لمساعدتك في الخروج من هذا الاكتئاب والقلق والتوتر، حتى تمارسين حياتك بصورة طبيعية.

والشيء الآخر: أيضًا عليك بعدم الاستسلام واليأس، عليك بالخروج حتى ولو بطريقة متدرِّجة، لا تستسلمي وتجلسي في البيت، عليك بالخروج المنتظم مع زوجك، وقضاء ساعات، إذا كانت هناك طريقة للتريض فعليك بالرياضة أيضًا، خاصة رياضة المشي، فهي تؤدي إلى الاسترخاء، وعليك بالمحافظة على الصلاة، والدعاء والذكر وقراءة القرآن، فكلها تؤدي إلى السكينة والطمأنينة بإذن الله.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً