الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما تبت من الإباحيات أعود لمشاهدتها!!

السؤال

السلام عليكم.

كلما شاهدت أفلام إباحية شعرت بالندم، ولكني أعود لمشاهدتها بعد التوبة، وهذا حالي دائما، فماذا أفعل؟ ساعدوني.

شاكرة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فريدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله لك الهداية والتوفيق، والجواب على ما سألت:

- بداية نشكرك على أنك حريصة على الخير ولديك اهتمام في الخلاص من النظر إلى الحرام، وإذا كنت صادقة مع الله فإن ذلك سيكون سببا -بإذن الله تعالى- لصرفك عما تقع فيه من النظر إلى الحرام، قال تعالى: " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" [ سورة العنكبوت اية ٦٩ ].

- وأما مسألة النظر إلى الأفلام الإباحية، فأنت لا شك تعرفين أنها محرمة ولا يجوز الاستمرار على مشاهدتها، وقد حاولت الإقلاع عنها، وقد نجحت في مرة سابقة، و-بإذن الله تعالى- تنحجين في المرات القادمة بما أنك عازمة بصدق على التوبة من هذا الأمر، ومما يمكن أن أدلك عليه لترك النظر إلى الأفلام الإباحية الآتي:

1- الإقرار بالإثم والخطأ، وتصور حقيقة هذا المنكر وأنك تريدين الخلاص، وضرورة مواجهة النفس الأمارة بالسوء، فهذا جزء من المعالجة، فالندم والشعور بالذنب جزء أساس في الخلاص من الإثم.

2- ومن العلاج التخطيط السليم للخلاص من النظر الحرام، وذلك بمعرفة أسباب النظر، والعمل على تجاوزها والالتزام الأكيد بطرق الخلاص.

3- سرعة التوبة إلى الله تعالى بإخلاص وصدق، والعزم المؤكد من القلب على ترك هذا الأمر.

4- الإكثار من الاستغفار والذكر وقراءة القرآن والمحافظة على الصلاة، والإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

5- الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله بطلب العفة والبعد عن النظر الحرام في كل وقت، وخاصة في ساعات الاستجابة.

6- السعي الجاد إلى التغيير بقرار شجاع، مع الاستعانة بالله تعالى، وذلك بتغيير العادات التي تدفع إلى مشاهدة الحرام، فلا تقفلي الغرفة على نفسك، ولا تكثري السهر، واتركي الرفقة السيئة واهجريها تقربا إلى الله، وأشغلي النفس بكل نافع ومفيد، ويجب عليك إبعاد الأجهزة الإلكترونية المهيجة للحرام، وحذف جميع المقاطع الخليعة التي بحوزتك ولو بالتخلص منها.

7- استشعار عظمة الله ومراقبته في كل حال، وأنه مطلع عليك وسيحاسبك على كل نظرة حرام، فقد أوصى لقمان الحكيم ابنه كما حكى الله عنه قال تعالى "يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ" [ سورة لقمان آية ١٦].

8- النظر الحرام مع كونه إثما ومعصية؛ فهو سبب للانحراف أكثر ووسيلة إلى الفاحشة فيجب الحذر منه، أو قد يكون وسيلة لسوء الخاتمة، والإقلاع عنه ضرورة ومهمة حتى لا تقعي فيما يضرك أو تسوء خاتمتك.

9- الزواج وسيلة فاعلة لترك النظر إلى الحرام فإذا تحقق لك الزواج لن تفكري أبدا في النظر إلى الحرام، فاحرصي على الزواج، ولا بأس أن تعرضي نفسك على أخوات فاضلات يمكن أن يكون لهن دور في تحقيقه.

وأخيرًا: ترك للنظر إلى الأفلام الإباحية قرار بيدك، وأنت قادرة الآن على البدء في الخلاص من ذلك، فكوني صاحبة إرادة قوية، وحددي الهدف بدقة وهو ترك النظر بالكلية، وكوني شجاعة وصبورة، وأبشري بخير -بإذن الله تعالى-، وما ذكرت من العودة مرة أخرى بعد التوقف لفترة من الزمن، فأرجو أن لا تشعري باليأس بل ينبغي حمل النفس على الاستمرار على نفس الوسائل السابقة الذكر المعينة على الترك، وعليك أن تعلمي أنه مع كثرة المحاولات مع الاستعانة بالله؛ سيتحقق الخير وتكونين أكثر بعدا من النظر إلى الحرام.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً