الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالتي النفسية أصبحت سيئة مع مرور الوقت، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم.

أسأل الله أن يبارك لكم فيما تقدمونه لخدمة إخوانكم، عندي مشكلة، وأرجو منكم أن تساعدوني.

أولا: توفيت والدتي قبل سنتين ونصف، وقد كتبت مشكلتي هنا وتم تجاوبكم معي، ولكن سأشرح نقاط بسيطة لارتباط مشكلتي مع السابقة، قبل سنة شعرت بنوبة هلع داهمتني وأنا أقود السيارة، وقمت بعمل الفحوصات اللازمة حتى الإيدز كفانا الله شره، وكلها سليمة -والحمد لله-.

أصبحت أخاف من الموت والتفكير بالمستقبل، بعت سيارتي، وتركت وظيفتي، وأصبحت أخاف من الصلاة في المسجد مع الجماعة، ونادرا أذهب عند آخر ركعة، لا أخرج من البيت إلا مع صديقي أو أخي، وأخاف خوفا شديدا من الجلوس لوحدي في المنزل، اكتشفت مع الوقت أن ما أعاني منه اكتئاب ونوبة هلع، ورهاب ساحة، وقلق المخاوف، وأيضا عند الجوع أشعر بدوخة وأتوتر، قمت بفحص السكر والضغط، النتيجة سليمة، ولكنني أصاب بحالة مع النوبة وأشعر بالدوخة.

أنا الآن بدون عمل، أصدقائي تزوجوا ولديهم أطفال، وحتى من هم أصغر مني، الآن أفكر كيف أذهب لوظيفتي إذا توظفت، ثم بعدها أفكر بالزواج، فقد أتتني أفضل الوظائف، وتجنبتها بسبب الخوف، كرهت كل شيء، مشاكلي مع أهلي، أصدقائي، وحتى أبي غضب مني لأنني عاطل عن العمل.

ذهبت إلى طبيب نفسي بعد الحرب مع نفسي، ولم أستفد أي شيء، وصرف لي الطبيب دواء بروكسات ولم أستخدمه، وحالتي أصبحت سيئة مع مرور الوقت، أرجو إجابتي بشكل واضح، فلم أعد أتحمل.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح جداً أنك تعاني من اضطراب الهلع ورهاب الساحة أو رهاب الخروج إلى الخلاء، أو الخروج خارج المنزل، طبعاً هذه هي اضطرابات تصنف ضد اضطرابات القلق، ولذلك لا غرابة أنك أيضاَ تعاني من بعض أعراض القلق والتوتر الأخرى، وهذا أعراض واضحة، ومرض واضح، وكان تأثيره واضح عليك إذ بعت السيارة وتركت العمل، فإذا كانت الأعراض مستمرة وأثرت على الشخص في حياته العملية أو الاجتماعية أو العائلية فيجب عليه العلاج الآن، وكل هذا حصل معك -يا أخي الكريم- عليك العلاج.

طبعاً معظم الأطباء النفسيين يستمعون وفي استماعهم فرصة طيبة للمريض ليخبر ما بداخله، فدائماً الطبيب النفسي الحاذق هو الذي يستمع أكثر مما يتكلم، لا يجب على الطبيب النفسي أن يوعظ، ولكن يستمع إلى المريض حتى يصل إلى التشخيص المناسب ثم يشرح له طريقة العلاج، والزيروكسات الذي رفضته -يا أخي الكريم- أو لم تستعمله هو دواء فعال لحالتك فلتبدأ به، أبدأ بنص حبة ليلاً لمدة أسبوع ثم بعد ذلك حبة كاملة وسوف يبدأ التحسن بعد 15 يوما، وتحتاج إلى 6 أسابيع حتى تزول معظم هذه الأعراض التي تعاني منها، وبعد ذلك يجب عليك الاستمرار عليه لفترة لا تقل عن 6 أشهر -يا أخي الكريم- حتى تزول الأعراض، وتجد عملاً، وتستطيع أن تخرج لوحدك من المنزل ولا تعتمد على شيء آخر، ثم بعد ذلك بعد 6 أشهر يمكنك التوقف عنه بالتدريج، بسحب ربع حبة كل أسبوع أي تتوقف عنه بعد شهر كامل، أي مجموع العلاج سوف يكون 7 أشهر.

الشيء الآخر -يا أخي الكريم- هو أنك تحتاج إلى علاج نفسي، علاج نفسي سلوكي معرفي وإذا استطعت التواصل مع معالج نفسي يكون هذا أفضل، فسيعلمك مهارات لكيفية التدرج في الخروج من المنزل بطريقة ومتدرجة ومنضبطة حتى تستطيع أن تواجه هذا الرهاب الذي يشل حركتك ويمنعك من الخروج وأدى إلى أن تترك وظيفتك وتبيع السيارة، وتحتاج إلى عدت جلسات والأفضل الجمع بين العلاج السلوكي المعرفي -يا أخي الكريم- والعلاج الدوائي، فهنا تكون النتيجة أفضل، والأعراض غالباً لا ترجع بعد أن يتوقف الدواء، رجاء التحرك -يا أخي الكريم- لبدأ العلاج لمقابلة معالج نفسي، ولا تحمل نفسك أكثر من هذا، ولا تطيل معاناتك ومرضك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً