الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مرض ثنائي القطب والكسل والخمول والنعاس

السؤال

السلام عليكم

أنا مريضة بمرض نفسي وهو ثنائي القطب، وأتعالج منذ عشر سنوات، وعلاجي كالآتي: سيروكويل 200 mg حبة ليلاً عند النوم، وديباكين كرونو 500 mg حبة ليلاً عند النوم، علماً أني كنت أتناول حبة ونصف، وابليفاي 15 mg حبة صباحاً.

كما أعاني من الكسل والخمول والنعاس، حيث أنام أكثر من ثمان ساعات في اليوم، فهل أحد هذه الأدوية أو جميعها سبب النعاس والكسل والخمول؟ ومتى يأتي الوقت المناسب لتخفيف الأدوية تدريجياً؟

هل تخفيف أحد هذه الأدوية سيخفف من الخمول والنعاس لدي؟ وهل عشر سنوات من تناول هذه الأدوية كاف لأن أُشفى تماماً؟

علماً أن حالتي مستقرة تماماً، ولا أعاني من أي نوبات منذ فترة طويلة، وأموري طبيعية -ولله الحمد- وهذا ليس كلامي، وإنما كلام الناس حولي، وأهلي وطبيبي أيضاً.

ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما تعرفين أن اضطراب الوجدان ثنائي القطبية من اضطرابات المزاج، وهو يأتي في شكل نوبات، إما أن تكون نوبة اكتئاب أو تكون نوبة هوس، وأحياناً تتكرر النوبات بعد فترات قصيرة، وأحياناً تأخذ وقتاً طويلاً قبل عودتها مرة أخرى، وهذا يختلف من شخص لآخر، وليس هناك مقياس محدد يمكن التنبؤ بأن هذا الشخص سوف تتكرر عنده هذه النوبات أم لا.

إن العلاج نوعان، علاج للنوبة وعلاج وقائي، وعلاج النوبة يكون حسب النوبة، إما أن تكون نوبة اكتئاب أو هوس، وتعطى العلاج المناسب حتى تزول النوبة، ولكن العلاج الوقائي في المقام الأول هو مثبتات المزاج، وحسب الانتكاسات التي حصلت.

إذا حصلت انتكاستان خلال 5 سنوات فهذا دافع لأن يأخذ الشخص دواء للوقاية، وامتداد العلاج الوقائي يعتمد على تكرر النوبات، وهذا يحدده الطبيب، إذا كان الشخص تتكرر له مثلاً النوبات في السنة أكثر من مرة وبصورة مستمرة فهذا الشخص يجب أن يأخذ علاجاً وقائياً إلى فترة طويلة إن لم تكن بقية حياته.

أما إذا كانت مثلاً النوبات تأتي كل 5 سنوات أو أقل من 5 سنوات فيجب أن يعطى العلاج الوقائي لفترة، وإذا لم تأته نوبة فيمكن أن نجرب توقيف الدواء ولكن بحذر وبطء، مع المراقبة اللصيقة، هذا بخصوص مدة الدواء.

أما بخصوص الدواء الذي يسبب النعاس والفتور فإن الكوايتبين أو السيركويل هو في المقام الأول الذي يسبب النعاس بدرجة كبيرة، وهذا معروف، وأحياناً يعطى للذين لا ينامون بكثرة أو عندهم مشاكل نوم أو أرق.

دواء الدباكين كرونوا أيضاً قد يسبب فتوراً ولكن بدرجة أقل كثيرا من السيركويل، فالسبب الرئيسي في حدوث الفتور والنعاس الشديد عندك هو السيركويل.

لذلك -أختي الكريمة- أرجو أن تراجعي الطبيب لوزن الدواء، فقد يريد أن يخفف من السيركويل ويزيد الدباكين، وهو الذي سوف يحدد إلى متى يستمر العلاج الوقائي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً