الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنقلت بين البريجالالين وجابابينتين دون استشارة طبية فما نصيحتكم للتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 22 سنة، واستشارتي لكم حول الدوائين (بريجابالين )، (جابابينتين)، قبل ثلاثة أعوام تناولت دواء بيرجابلين، جرعة 600 مل في اليوم، وفي بعض الأحيان أتناوله دفعة واحدة، ولكن الجرعة في الغالب كانت مقسمة على مدار اليوم.

بعد فترة انتقلت إلى دواء اسمه جابابينتين، وكنت أتناوله بجرعة 1800 - 2100 مل في اليوم، كنت أشعر بالراحة والسعادة والطمأنينة عند تناول العلاج، وأنا مستمر في تناوله منذ ثلاثة أعوام إلى اليوم، لكنني أشعر بأن طاقة جسمي لم تعد تحتمل الجرعات السابقة، فأصبحت أعاني من الصداع والضغط والبردة في الرأس، مع التعرق البارد، وأشعر بالنسيان والارتباك، ولدي ضعف في التركيز والتفكير المنطقي، ولدي ألم خلف الرأس والرقبة، وفي بعض الأوقات أشتكي من طنين الأذن.

صرت أتناول العلاج بجرعة 300 مل، فبدأت الأعراض في الظهور، وكأن الجهاز العصبي والكبد لم يعد يستطاعته استقبال المادة الفعالة للدواء في جسمي، تناولت العلاج لعلاج القلق العام وبدون وصفة طبية.

سؤالي لكم: هل الأدوية المذكورة أجريت عليها دراسات، وأنها لا تؤثر على خلايا الدماغ، أو خلايا النخاع الشوكي على المدى البعيد؟ ما يقلقني بأن طريقة عمل الدوائين ليست واضحة تماما.

ثقتي في الله أولا ثم فيكم، طرحت سؤالي قبل التفكير للذهاب للطبيب، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يستخدم دواء بريجابالين (Pregabalin)، المعروف باسمه التجاري ليريكا (Lyrica)، بهذه الجرعات العالية؛ لأن له صفة إدمانية، بمعنى أن جرعة 75 مج، أو جرعة 150 مج التي تؤخذ لعلاج دواء اعتلال الأعصاب (Neuropathy)، الناتج عن مرض السكري، لا تصبح كافية بعد فترة من الزمن، ويحتاج المريض لتناول جرعة أكبر حتى تعطي نفس المفعول، ولا يتم في كثير من الدول صرف هذا الدواء كمسكن عام للألم، إلا في عيادة الأمراض المزمنة وكبار السن.

وتناول جرعات 600 مج أمر غير موفق قطعا، لأنك ما زلت شابا يافعا، ولا تحتاج لتناول هذا الدواء، وكان يكفيك النوم العميق ليلا لمدة 6 إلى 7 ساعات، للحصول على المسكنات التي يفرزها الجسم ليلا، وتسمة إندورفينز (endorphens)، ولها مفعول يشبه مفعول المورفين دون أن تؤذي الجسم، ولجوء الشباب إلى السهر ومواصلة الليل بالنهار يؤدي إلى الشعور بالألم، وإلى تناول المسكنات ذات الصفة الإدمانية للتغلب على آلامهم، وهذا خطأ فادح يشترك فيه الصيدلاني الذي صرف لك الدواء دون وصفة طبية، أو الطبيب الذي وصف مثل ذلك الدواء لشاب دون الحاجة الملحة إليه.

كذلك فإن دواء جابابنتين يستخدم في علاج بعض أنواع الصرع، كما قد يستخدم في علاج الألم المصاحب للاعتلال العصبي السكري، وبجرعات قرص 300 مج، مرتين أو ثلاث مرات على أكثر تقدير، ولا يصح للمرضى تجاوز تلك الجرعات، والآن يجب عليك المتابعة مع الطبيب المعالج للبدء في سحب الأدوية بالتدريج تماما، كما يتم علاج حالات إدمان المخدرات تحت إشراف طبي، ويمكنك تناول المسكنات العادية، مثل: حبوب (muscadol) قرصين، وكبسولة (celebrex 200 mg)، عند الضرورة والحاجة الملحة، مع أخذ حقنة فيتامين (د)، جرعة 600000 وحدة دولية، وحقن (neurobion)، المغذية للأعصاب يوم بعد يوم، عدد 6 حقن، ويمكن تكرارها مرة أخرى، مع ضرورة النوم العميق ليلا، وترك السهر.

ودعك الآن من طريقة عمل الدوائين، ومن الدوائين نفسيهما، ومع التوقف عن تناولهما لن يكون لهما تأثير ضار على خلايا المخ -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً