الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقرأ الأذكاء وتظهر بعض الأعراض، فما تعليقكم؟

السؤال

أرجوكم تحملوا كثرة كلامي، ولكن لا بد من شرح حالتي لمن هو أعلم مني، ولذي خبرة ليكون على بينة في تشخيص حالتي، وحالتي هي: قبل أربعة أشهر واظبت على ذكر (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله والحمد وهو على كل شيء قدير) مئة مرة، كل صباح؛ ﻷني كنت سريع الغضب، وبعد شهرين بدأت علي أعراض لا أعلم ما هي! وحين بدأت الأعراض أصبحت أقول الذكر بعد الفجر مئة وبعد العصر مئة، وصارت هذه الأعراض تشتد مثلاً ثلاثة أو أربعة أيام، وتهدأ يوما، ولكن ليس هدوءا تماما، والأعراض هي:

حركه في ظهري في البداية كحركة الحية، ومن يوم لآخر تقوى الحركة حتى كأنها ثعابين مثبتة، وهذه الحالة لا زالت، وصار عندي آلام في الأكتاف وأعلى الظهر، وعندي ثقل وكتمة في الصدر من قديم، تذهب يوما وتستمر ثلاثة أيام، علما أني محافظ على الصلاة والأذكار الواردة بعدها منذ سبع سنوات في أوقاتها -ولله الحمد والفضل والمنة-، ولم تظهر لي هذه الأعراض إلا الثقل الذي في الصدر وحب العزلة.

أفيدوني جزاكم الله خيرا، ما هي أعراضه؟ هل هي عين أو حسد أو سحر أو مس؟ وكيف علاجها سريعا بإذن الله؟ وهل لها علاقة بعدم قبولي في أي وظيفة؟

أرجو الإجابة من صاحب خبرة في الرقية والأذكار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله أن يشفيك –أخي العزيز– ويعافيك, ويسلمك من كل سوء ومكروه، وأن يفرّج همك ويشرح صدرك، وينير عقلك، ويزكّي نفسك، ويطهر قلبك، وييسر ويتولى أمرك.. آمــين.

بخصوص ما تشعر به –أخي الفاضل– فإنه لن يخلو علاجك من مراجعة جهتين اثنتين:

- مراجعة أهل العلم والأمانة من المختصين في الأمراض النفسية والعصبية من جهة.

- ومراجعة أهل العلم والأمانة من المختصين في الرقية الشرعية من جهة أخرى.

وذلك لأمور ثلاثة:

- لا تعارض بين هذين العلاجين, بل إن بعضها مكمّل لبعض.

- تشابه أعراض المس الشيطاني والحسد والعين بعضها مع بعض, حتى تجد الرقاة الشرعيين أنفسهم يختلفون في تحديد الآفة والمشكلة, كما تتشابه أعراض هذه الآفات بأعراض بعض الأمراض العضوية، كمشكلات الغدة الدرقية، والمعدة، والقولون والاثني عشر, وبأعراض الأمراض العصبية والنفسية كالاكتئاب والهلوسة ونحوها.

- كثرة تلازم هذه الأمراض وتأثير بعضها في بعض؛ حيث يوثر أحيانا العضوي في النفسي والعكس.

وعليه, فمهما اختلفت قراءة وتشخيص المرض, فإنه لن يختلف أحد في ضرورة الرجوع إلى الجهتين المذكورتين.

أما الطب النفسي, فهو علمٌ معتبر؛ ذلك أن النفوس تمرض كما تمرض الأبدان (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) لا سيما مع كثرة ابتلاء الناس مؤخراً بالأزمات والضغوط النفسية والاجتماعية والمالية وغيرها.

كما لا يخفى أن الرقية الشرعية بالأذكار والأدعية وقراءة القرآن فيها كثير بركة وخير ورحمة وشفاء , لا سيما للأمراض النفسية, كما قال تعالى عن كتابه الكريم: (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) (وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمة للمؤمنين) (قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء).

والخلاصة : فإني أوصيك بالاستمرار في رقية نفسك بالقرآن الكريم, والقرآن كله خير وبركة, إلا أن سوراً معيّنة دلّت النصوص على كبير فضلها في الرقية خاصة, منها : قراءة سورة البقرة, وسور الإخلاص والمعوّذتين، وكذا أذكار الصباح والمساء, وأعمال اليوم والليلة. ويمكنك الرجوع إلى الكتب الموثوقة في ذلك.

كما أوصيك بالرجوع أيضاً إلى اختصاصيين في أمراض الباطنية, وتعاطي العلاج الدوائي لذلك؛ فإن لم ينفع الدواء وأرشدك الطبيب إلى استشاري الأمراض النفسية فلا تتردد في زيارته واستشارته والعلاج لديه؛ شريطة أن يكون الطبيب على قدرٍ من الدين والأمانة والاختصاص.

وأوصيك بالصبر على البلاء, والشكر على النعماء والرضا بالقضاء واحتساب الثواب عند ربك في الآخرة يوم اللقاء, وحسن الظن بالله تعالى والأمل والتفاؤل في الشفاء سلمك الله وعافاك من كل داء.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد، والهدى والخير والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً