الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حبوب حمراء وحكة توصل للبكاء، ما تفسيرها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله الفردوس الأعلى لما تبذلونه من جهود لخدمة الإسلام والمسلمين.

لدي أخت تبلغ من العمر ٢٠ عاما، بدأت معاناتها قبل سنتين بعد حضور زواج عمي، حيث بدأت تظهر في جسدها حبوب حمراء صغيرة، تظهر في مكان وتختفي في مكان آخر، مع حكة شديدة تصل لدرجة البكاء، خاصة في الليل، فلا تجعلها تنام، وتترك بقعا سوداء محلها.

عجز الأطباء عن تحديد نوعية الحبوب، ووصفت لها الأدوية دون فائدة تذكر.

قبل شهرين ذهبت للعمرة، وهناك ظهرت الحبوب بشكل مخيف في يديها وقدمها، ولم تستطع المشي، وكأنها تريد أن تنفجر وهي تبكي من الحكة والألم، ذهبت للحرم، ووضعت يديها تحت ماء زمزم، واختفت الحبوب فورا، ورجعت بعدها وظهرت من جديد، والحبوب منتشرة الآن في قدمها، والله العظيم -يا إخوتي- إن إحدى الحاضرات قالت لي بالكلمات: (أختك لعبة لعبة لعبة)، ولم تذكر الله، وغيرها الكثير قالوا (ما راحت عيوننا عن أختك) -حسبي الله عليهم-، مع العلم أن لباسها في الحفل كان مستورا.

أفيدونا بارك الله فيكم وزادكم من فضله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أيوب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يمكن الجزم بالتشخيص الدقيق لتلك الحبوب الحمراء المذكورة من خلال الوصف المذكور فقط، وأتصور أن ما تعاني منه أختك الكريمة هو ما يعرف بمرض الأرتيكاريا، أو الشرى، لأن الحبوب تختفي من مكان وتظهر في مكان آخر، وتلك من مواصفات الأرتيكاريا؛ والأرتيكاريا أو الشرى يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد, أو احمرار, وحكة, أو وخز, وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى, وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس, واضطرابات, وألم بالبطن, ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:

- النوع الحاد: والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة، مثل: السمك والبيض والمكسرات والكيوي وغيرها، أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.

- النوع المزمن: يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبب واضح لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءاً من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل أمراض الغدة الدرقية.

وتوجد بعض أنواع الارتيكاريا أو الشرى غير التقليدية, أو ما يعرف بالارتيكاريا المادية أو الفيزيائية, مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضعظ على الجلد, أو بداية التعرق, وتغير درجة حرارة الجسم, أو التعرض للشمس. في العادة تلك الارتيكاريا الفيزيائية تحدث بعد حوالي خمس دقائق من التعرض للمسبب، وتستغرق من 15 دقيقة إلى ساعة حتى تختفي، وقد يصاب المريض بعدة أنواع من الارتيكاريا في نفس الوقت.

من الممكن أن تقل الارتيكاريا في الشدة، أو تختفي مع مرور الوقت، أو تظهر على فترات متباعدة، فلا تقلقي، وتفاءلي خيرا -بإذن الله-، وعلاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين، من الجيل الحديث، ويكون ذلك كافيا في أحوال كثيرة، مثل نوع الـ (Levocetrizine) أو ( Desloratidine).

ومن الممكن أن تستخدم لفترات طويلة نسبيا، على حسب الحاجة، وتحت إشراف الطبيب, ويمكن إضافة أحد العلاجات الأخرى أو أكثر إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل, أو مرضٍ, رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها، ومن الممكن أن يغير الطبيب المعالج الجرعات المستخدمة للسيطرة على الحالة.

وأنصح أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وأن تتواصلي مع طبيب مشهود له بالكفاءة والعلم, وذلك للتأكد من التشخيص في المقام الأول, وسبب حدوثه, وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وفحص الجلد, وطلب بعض الفحوصات المعملية, أو الإجراءات الأخرى اللازمة.

وفقكم الله, وحفظكم من كل سوء.
=========
لا يفوتنا أختنا الكريمة أن نذكرك بأن العين حق والحسد موجود، وكل ذي نعمة محسود، وهناك أناس ابتلاهم الله بمرض الحسد، فلا يذكرون الله، ولا يبرِّكون، مع أن هذا هو المأمور به في ديننا، أن يبرك الإنسان فيقول ما شاء الله تبارك الله، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق) وقال للرجل الذي أصاب أخاه بعين: (هلا بركت عليه) وبناء على ذلك فيمكنكم استخدام ماء زمزم، والقراءة عليه الرقية من العين والحسد، أو على أي ماء غيره، وجعل هذه الأخت تغتسل منه، مع تفادي صب الماء في أماكن المجاري والنجاسات. ويمكن البحث عن أي مكان تغتسل فيه أو تغسل ما يؤذيها من جسدها، فهذا من أسباب التداوي، وهو إن لم ينفع فلن يضر، فالتمسوا وابذلوا هذا السبب، وادعوا الله أن يشفيها ويعافيها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً