الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شخصيتي واضحة ولا أستطيع مجاملة الآخرين، فهل أنا مخطئ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب كنت في فترة عزلة اجتماعية لمدة 3 سنوات، سببها ما صنعه الزخم الثوري من خلافات ونزاعات في بلادي، أذهب للجامعة فقط وأعود، أصبحت قليل الخروج والكلام مع الناس، خرجت من هذه الفترة بصفات سلبية، منها: العناد والعصبية، وكثرة التفكير، فيكفي أن يقوم أحدهم بقول كلمة لا تعجبني، حتى أفكر بعمق فيما يقصد القائل، وهل يقصد التضييق علي أم لا؟ ثم ينتج داخل رأسي حوار تخيلي كامل لكل ردوده المحتملة علي، وهكذا ثم لا أنطق بشيء.

أصبحت صريحا جدا، وما برأسي على لساني، فإن كنت أكره شخصا، أقول أنني أكرهه، وهكذا بدون أي تجمل، ولو رأيت أحدهم يكذب أخبره بذلك، وهذا الأمر أدى لقيام المشكلات بيني وبين خطيبتي، وبين أقاربي.

والدي نبهني بأن أسلوبي يحمل لهجة التذاكي والتعالي في بعض الأحيان، وهذا ما لخصته خطيبتي في جملة (تشعرني وكأنك تحتقر الناس)، وبصراحة أنا لا أحتقر أحدا، ولعل الأسلوب يخونني.

أعاني من تقلب المزاج، فتارة أكون طويل البال جدا، أو شديد العصبية وسريع الثورة، أقل مشكلة اجتماعية تؤثر في نفسي، فأجلس يومين أو ثلاثة منعزلا عن الناس لمجرد خلاف بيني وبين مخطوبتي، وأتطرف في السؤال، فبدلا من أن أفكر في المشكلة نفسها أفكر هل هي تحبني أم لا؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما يحدث معك هو نتيجة لسمات الشخصية التي تمتلكها، بعض الناس يمتلكون سمات شخصية التي تمتلكها تمتاز بالوضوح والمباشرة في التعامل، وليس كل الناس يرضون مثل هذه الأشياء، وهذا مما حدث بأبيك وهو أعلم بك بأن يعلق على سلوكك وهذا يعتبر عدم مرونة، لأنه أحياناً يجب التصرف وفق الموقف، ولا يمكن أن تتصرف بطريقة واحدة في كل الظروف وفي كل المواقف.

وعدم المرونة من سمات أحياناً بعض الشخصيات أو بعض السمات الشخصية أو بعض أنواع الشخصية لا تكون هناك مرونة في التعامل، فيجب أن يتعامل الشخص وفق الموقف وأحياناً في بعض الأحيان قد يكون السكوت أفضل من الكلام، وأحياناً طبعاً يكون الكلام هو الشيء الأفضل، على أي حال طالما أنت أدركت أن هناك شيء ما في شخصيتك، وطالما تم لفت النظر من قبل والدك، وهو أعلم شيء بك وخطيبتك، فإني أرى أن تتوجه إلى معالج نفسي.

أنت لا تحتاج إلى أدوية، ولكن الطريق يبدأ من الآن، أنت الذي تستطيع أن تغير نفسك، ولكن بمساعدة معالج نفسي من خلال جلسات نفسية كل أسبوع ساعة، في خلال الجلسة يتم توجيهك لفعل أشياء محددة في الأسبوع، وعندما تأتي تراجع معه المواقف التي مررت بها، وكيف تصرفت وماذا فعلت؟ ومن ثم هو يقوم بتوجيهك لماذا يجب عليك أن تفعله في الأسبوع الذي يليه وهكذا، حتى يتم التغيير من نفسك وتستطيع أن تدعم السمات الطيبة في شخصيتك، وتتخلص من السمات السالبة، وبعد ذلك يمكن أن تتصرف بصورة تلقائية، ولكن يكون كل هذا بعد العلاج النفسي لفترة من الوقت مع معالج نفسي متمكن.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً