الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب الجاثوم وما علاجه؟ وهل هو مقدمة للإصابة بالصرع؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أعاني من الجاثوم منذ سنين طويلة، ولم أستطع حتى الآن فهم أسبابه وطرق منعه، يصيبني دوما على الأقل مرة بالأسبوع، وما جعلني أصبر هو ثقتي بأن هذا الجاثوم ليس بسبب الجن.

فهو يصيبني في جميع حالاتي صبحا مساء فجرا بعد الصلاة أيضا، وحتى لو كنت على وضوء أم لم أكن، وقد لاحظت انه غالبا وليس دائما يبدأ بعد نصف ساعة من نومي.

في الفترة الأخيرة بدأت أخاف أنه من تسلط الجن، ففي ليلة أمس أصابني جاثوم مروع، حيث بدأ كحلم ووجدت امرأة بعباءة سوداء تطاردني أنا وأختي، وكنا خائفات ثم استيقظنا من الحلم بالحلم ( أي أني ظننت أني استيقظت من الحلم ولكني كنت في الحلم )، فتكلمت مع أختي وبعد قليل وجدتها مغميا عليها فحاولت إيقاظها.

ثم صارت بعض الأحداث، وكان حلما كئيبا جدا، ثم انتهى الحلم، وبدأ الجاثوم أي الشلل، وهنا كانت الكارثة، حيث أحسست بيد تضغط رأسي، ويد تضغط كتفي، ثم شعرت باقتراب أحد لأذني وصار يهمس بكلمات غير مفهومة فهمت أنها وسوسة، وكان يستخدم صوت أختي المتوفية، فغضبت جدا، وأخذت أضربه حتى انفك الجاثوم ( شعرت به عندما أضربه أن له ملمسا بين المطاط والجلي القاسي)، وعندما استيقظت فوجدت ألما في كتفي مكان الضغط، وإني أحلم كثيرا بأني أتصارع مع الجن.

أحلم كثيرا بالبحار والمياه التي أخاف الغرق منها، ولكني أنجو، أحلم كثيرا أحلاما أكون فيها أبكي وأشكو الكآبة، لا أعلم ما سبب كل هذا؟ هل هو سبب عضوي؟

هل حقا أن الجاثوم من مقدمات الصرع؟ هل ما أمُرُّ به من الشيطان؟ وكيف أتخلص منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رندة علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما تعانين منه هو مقدمات للمس الشيطاني -عياذا بالله تعالى-، غير أنه لم يتمكن منك ربما؛ لأنك متحصنة بذكر الله ومحافظة على أداء الصلوات.

أنصحك بألا تنامي في أي وقت إلا وأنت على وضوء، وعلى ذكر لله تعالى، وألا تنامي على شبع ونامي على جنبك الأيمن، وأن تحافظي على أذكار اليوم والليلة، ومنها أذكار النوم: (277975) وخاصة آية الكرسي وآخر سورة البقرة.

اجتهدي أن يكون لك ورد يومي من تلاوة القرآن الكريم بحيث تلتزمين به ولا تتركينه.

استمعي لسورة البقرة في البيت كل ثلاثة أيام، فإنها تطرد الشيطان الرجيم.

أخرجوا التماثيل من البيت إن وجدت، وكذلك الصور المعلقة في الجدران؛ لأنها تمنع دخول الملائكة وتجلب الشياطين، وليحافظ أهل البيت جميعا على أذكار دخول البيت والخروج منه، ويمكنكم أخذها من كتيب حصن المسلم للقحطاني، أو غيره من كتب الأذكار المعتمدة كالصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة للشيخ مصطفى العدوي.

إن استمر معك الحال بعد العمل بما ذكرته سابقا، فأنصح أن تبحثوا عن راق أمين وثقة ليرقيك، وليكن ذلك بحضور أحد محارمك، فإن اتضح شيء فداومي على الرقية.

وثقي صلتك بالله تعالى واجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة الطاعات، فذلك سيجلب لك الحياة الطيبة كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم وكشف الكروب كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة وتحيني أوقات الإجابة، وسلي الله تعالى أن يذهب عنك ما تجدين، وأكثري من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

وللفائدة راجعي علاج الجاثوم سلوكيا: (272867 - 278937)، وعلاج الكوابيس والأحلام المزعجة سلوكيا: (2744 - 274373).

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى أن يعافيك، وأن يعطيك من الخير ما تتمنين ويصرف عنك كل مكروه إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس كريم

    جازاكم الله خيرا..

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً