الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس أتعبني كثيراً، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرا على هذا العمل الذي أسأله سبحانه أن يتقبله منكم ويجعله في موازين حسناتكم يوم القيامة.

تناولت الإيستالوبرام10جم وقد أخطأت في هذا بسب قراءته على الإنترنت، لكن سبب تناولي له هو القلق وأعراضه كخفقان القلب، وقلة التركيز والرهاب وغير ذلك، ولكن بعد تناوله تثاءبت كثيرا وشعرت بثقل على صدري لا يذهب إلا بعد التثاؤب مع الدموع فلم أتحمله، فتركته، علما أن سبب القلق لدي هو الوساوس والتي تكون في صور أوهام، أعلم أنها لن تحدث في الغالب ولكن لا أتحكم في أعراضها، ومن صور هذا الوسواس أتعايش مع الماضي في آلامه، فأتذكر من آذاني فأظل أفكر كيف أؤذيه، وكيف أصل إليه حتى أنتقم لنفسي، فأكون في صراع مع هذا الوسواس الذي مرة يكون سببا في الغضب والعصبية، وتارة في الخوف والقلق.

كنت قد ذهبت للطبيب منذ سنتين فكتب لي الفافرين بسبب الوسواس 200 جم في بداية الجرعة، ثم وصلت حاليا إلى 100جم، ولكن أحيانا أزيدُ أنا الجرعة إلى 200 جم حينما تزداد الوساوس، وكتب لي مثبتات مزاج وهي (الديفاكوت500جم – والسركويل 25جم "بسبب اضطراب النوم")، وكان مع هذا الدواء الاربيبرازول 15 جم تناولته سنتين تقريبا، ولكن تركته منذ نحو أسبوعين.

بسبب الرعشة هي تكون خفيفة، لكنها تتعبني وقت القلق، وأشعر بأن لها علاقة مع سرعة ضربات القلب، ولكن العجيب بعد تناولي الايستالوبرام دخلت في حالة انشراح ليس بالطبيعي، وانقلبت أعراض مرضي بالنقيض من زوال الوساوس والقلق وأعراضهما.

هذه خلاصة حالتي التي تكمن في وسواس نتج عنه قلق أدى لسلوك حسي كحمل السكين مثلا, وتفكير مرضي كالشعور بالضعف ممن آذاني فأريد الانتقام لنفسي، فما تصنيف حالتي في الطب النفسي حتى أتفقه فيها من ناحية الاضطلاع على العلاج السلوكي والدوائي؟ وهل هذا العلاج صحيح من ناحية تصنيف فضيلتكم لهذه الأعراض؟ وإن كان فيه خطأ فما البديل؛ لأني صراحة أشعر بأني في دوّامة صراع نفسي حاليا والذي أثر عليّ دراسيا واجتماعيا، وجُل أمور الحياة، وأنوه على فضيلتك بأن والدي يعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية نوبة اكتئاب ما بين المتوسط والشديد، وأمي تعاني من اكتئاب بسيط كما وصف الطبيب، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم، يجب أن لا يتناول الشخص الأدوية النفسية وبالذات أدوية الاكتئاب بدون متابعة لصيقة مع الطبيب النفسي؛ لأن ما حصل مع استالبرام من حدوث انشراح، ولا أدري هل هو نوع من أنواع نوبات الهوس أم لا.

على أي حال -يا أخي الكريم- طالما أن عندك تاريخا مرضيا لوالدك يعاني من اضطراب الوجداني ثنائي القطبية، ووالدتك أيضاً تعاني من الاكتئاب، فيجب أن تلتزم بمتابعة الطبيب النفسي، لأنه هو الشخص الذي يستطيع أن يتابع الأعراض ويقوم بالتشخيص الصحيح، وأحياناً الوساوس قد تكون جزءا من نوبات الاكتئاب، بعض نوبات الاكتئاب قد تأتي في شكل وساوس، وأحياناً طبعاً الوسواس إذا استمر لفترة طويلة قد يؤدي إلى اكتئاب نفسي.

على أي حال التشخيص في حالتك ضروري؛ لأنه إذا كنت تعاني من نوبة اكتئاب؛ فيجب الحذر من أنه قد تعاني من نوبة اكتئابية من اضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهنا في هذه الحالة هناك محاذير من استعمال مضادات الاكتئاب، لأنه قد تؤدي إلى نوبة هوس، كثير من الأطباء يقولون بعدم استعمال مضادات الاكتئاب في الاضطرابات الوجدانية ثنائية القطبية حتى وإن كانت تأتي في شكل نوبة اكتئاب، والأجدر أن يأخذ الشخص مثبتات المزاج مثل الصوديوم فلبريك، والأريببرازوال أيضاً هو مثبت مزاج ومفيد جداً للاكتئاب النفسي في الاضطرابات الوجدانية ثنائية القطبية، ولا أدري لماذا توقفت عنه كان يمكن أن تقلل الجرعة إذا كانت تأتيك في شكل زيادة حركة، على أي حال يجب المتابعة مع الطبيب النفسي بانتظام حتى يتم التأكد نهائياً أنه ليس عندك اضطراب وجداني ثنائي القطبية، وبعدها يمكن الاستمرار في هذه الأدوية التي أنت عليها الآن.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً