الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تضع لي القيود ولا تسمح لي بتحميل برامج التواصل، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه.

عمري 18 سنة، مشكلتي أن والدتي لا تسمح لي بتحميل مواقع التواصل الاجتماعي، وتضع القيود على هاتفي، أرجو الرد السريع، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أيها الولد المبارك، وردا على استشارتك أقول: والدتك ناصحة لك وتخاف عليك، فأنت في سن الزهور، ولا تريدك أن تنشغل بهذه المواقع كي لا تشغلك عن تحصيلك العلمي، إضافة إلى خوفها عليك من التأثر بالمواقع التي تشوه أخلاقك النبيلة التي تعبت على تربيتك عليها، فما أكثر من انحرف من الشباب بسبب تلك المواقع وما أكثر من سحب إليها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

هل تعلم أن في بعض بلاد الغرب يمنع الأبناء في فترة التعليم من حمل الجوالات خوفا عليهم من أن ينشغلوا عن طلب العلم، أليس المسلمون أولى بحماية أبنائهم؟

تحاور مع والدتك برفق ولين كي تسمح لك بتحميل إحدى تلك البرامج مبينا لها نفعها في صلة الأرحام، وحذار من أن تستخدمها فيما يسخط الله عليك، وأخبرها أنك لا تمانع من أن تفتش جوالك متى أرادت.

إن لم تسمح بذلك فلا تكثر عليها بالكلام، وكن طائعا لها مقدما رغبتها على رغبتك؛ ففي ذلك خير لك في دينك ودنياك، وإياك أيها الولد المبارك أن تغضبها أو تعصيها، فأحسن إليها، ونل رضاها، واطلب دعاءها تفلح في الدنيا والآخرة.

سيأتي الوقت الذي تسمح لك فيه أن تنزل بعض تلك الوسائل فلا تستعجل، فالتأني من الله، والعجلة من الشيطان.

صاحب الأخيار الذين يدلونك على الخير، ويعينونك عليه، فالمرء على دين خليله واجتنب رفقة السوء فإنهم السم الزعاف.

كن صاحب همة عالية، واهتم بمعالي الأمور، واجتنب سفسافها، واجتهد لنيل أعلى الشهادات وأدق التخصصات، فمستقبلك مرهون بعد الله بما تحمله من العلم.

أخيرا أنصحك بأن توثق صلتك بالله تعالى من خلال أداء الفرائض، والإكثار من النوافل كصيام بعض النوافل وتلاوة القرآن الكريم وحافظ على أذكار اليوم والليلة.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً