الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أفكار وتساؤلات غريبة لا أدري مدى صحتها!

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، أبلغ من العمر 16 سنة، كنت أعاني من مرض ولكن لا أعرف إذا كان نفسيا أم عقليا، وهو أني أصدق أمرا لا أعرف إذا كان حقيقة أم لا؟ ولكن عندما بحثت عن حالتي لم أجد مرضا محددا يصف حالتي أو يشابهها في جميع الأعراض، وهذا الأمر كان يؤثر على شخصيتي وعلى نفسيتي ومزاجي وتعاملي مع الناس وطريقة تفسير الأشياء، وهذا الأمر كان معي منذ الصغر، مع العلم أنني طبيعي، ومستوي ذكائي طبيعي وكنت أعيش حياتي طبيعة جدا ومستواي الدراسي جيد جدا، ولكن هذا لأني كنت أصدق هذا الأمر تماما، وكنت أظنه عاديا، ولكن بدأت المشكلة عندما أصبح عمري 16 سنة، فبدأت أشك في صحة هذا الأمر، ومن يومها وحالتي النفسية مضطربة جدا، وأنا على هذه الحالة منذ 6 أشهر، أصبح يومي كله عبارة عن تساؤل حول حقيقة هذا الأمر أو لا!

تعبت من كثرة التفكير، ومستواي الدراسي انخفض، وأصبحت منعزلا نوعا ما، هذا الوهم اسمه خيال، ليس خيالا بمعنى تخيل الأشياء وهكذا، هو فقط تحت مسمى الخيال، ولكن ليس بنفس المعنى بالضبط، كانت مواضيعه كالآتي:

كنت أظن أن كل واحد لديه شخصية معروفة أو يتبع شخصية معروفة، وكانت الشخصية لها علاقة بصفاته وشكله وكل شيء، وأن الإنسان يستطيع أن يتواصل مع الناس عن طريق العقل أو الخيال، ولكن عندما يتواصل مع أحد لا يستطيع أن يعرف شكله واسمه، بل يعرف أن هذه الشخصية تواصلت معه لأن معظم الشخصيات معروفة، وأن صفات الإنسان سواء الطول والشعر والعين والجسم والشكل كله له علاقة بشخصيته، حيث إن هنالك شخصيات دائما ما يتسمون مثلا بالبياض والشعر الأسود والعيون البنية والطول، وهكذا وأن ما يؤثر على الصفات الخيال والشخصية، حيث إن صاحب الشعر البني يحب صفات معينة، أو طريقة تفكير معينة، وحركات معينة، وطريقة كلام معينة، وهكذا، وإذا توافرت هذه الأشياء فيك فسوف تولد بشعر بني، أي أن هناك دائما اختلافا بين صاحب الشعر البني والأسود من حيث كل ما سبق قوله.

هذه فقط بعض الأشياء وليس كل المواضيع، ولكن هل هذه الأشياء حقيقية؟ وما اسم المرض الذي أعاني منه؟ وهل هو خطير ومزمن؟ وما هو علاجه؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Youssef حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ العزيز: أنت ما زلت صغير السن جداً، سن السادسة عشر يكثر فيه القلق والتوترات والصراعات النفسية، ويكثر أيضاً الوسواس في شكل تساؤلات مختلفة، وأنت ما تعاني منه ما هو إلا وسواس، وسواس الأسئلة لماذا؟ وكيف؟ وهل هذا يعني هذا؟ وربط الأشياء ببعضها، هذا كله -يا أخي الكريم- أسئلة وسواسية، هو ليس مرضا خطيرا، ودائماً ما يبدأ في سن ما قبل العشرين ويعتمد في تطوره على عدة عوامل، ووجود ضغوطات حياتية عند الشخص قد تزيد من وتيرته وأعراضه، وأحياناً يخف لحاله وتختفي الأعراض لفترة وقد يعود.

ولكن على أي حال، مع تقدم العمر في العشرينات يبدأ يخف تدريجياً، وقد يختفي نهائياً.

العلاج هو علاج سلوكي معرفي لتغيير التفكير، أو بوقف التفكير السلبي، وقف التفكير السلبي هذا بمجرد أن تسترسل فيه اهتف بصوت داخلي قف، قف، قف، ثلاث مرات.

الشيء الآخر: يمكنك صرف النظر لأشياء أخرى عندما تبدأ بهذا التفكير وطرح الأسئلة المتكررة حول التفكير إلى شيء آخر كشيء تحبه، وإجازة قضيتها، فكر في أشياء جميلة فعلتها في السابق، وإن لم تنجح كل هذه الأشياء، وازداد هذا الشيء، وأثر على دراستك؛ فعليك مقابلة طبيب نفسي قد يكتب لك بعض الأدوية التي تساعدك في التخلص من هذا الشيء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً