الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل صحيح أن أدوية الاكتئاب تسبب أعراضًا جديدة للمريض؟

السؤال

السلام عليكم.

هل صحيح أن أدوية الاكتئاب تسبب أعراضاً لم تكن موجودة من قبل؟ مثلاً شخص لديه اكتئاب واستكمل العلاج الدوائي وبعد فترة تظهر له مخاوف وقلق وأمور نفسية لم تكن موجودة من قبل، أو شخص لديه رهاب وبعد الانتهاء من تناول الدواء، يصبح لديه اكتئاب وأمور غريبة، فهل هذا صحيح؟ حيث إن هذا الكلام منتشر على لسان المرضى.

كذلك ينتشر لديهم القول أن هذه الأدوية تسبب البلادة وموت المشاعر وضعف الذاكرة، ما مدى صحة هذه الأمور؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك الكثير من المعلومات المغلوطة عن الأمراض النفسية وعن الأدوية النفسية، فبعض الناس يربطون الكثير من المشاكل والأعراض بالأدوية النفسية، وأنت قد أشرت إلى بعضٍ منها، مظهور قلق ورهاب اجتماعي وإحساس بالبلادة وضعف الذاكرة -وهذه الأشياء-.

مضادات الاكتئاب -أخي الكريم- آثارها الجانبية معروفة، وهي عادة -أي مضادات الاكتئاب- تكون مفيدة في زوال الاكتئاب والقلق والتوتر، وإن كانت هناك أعراض جانبية فلا تكن بهذه الحِدَّة التي ذكرتها، ولا تُحدث أمراضًا جديدة، نعم بعض مضادات الاكتئاب قد تُحدث نوعًا من القلق والتوتر في الأيام الأولى، وبعضها أيضًا قد يحدث نوعًا من تبلُّد المشاعر، ولكن كل هذه تحدث في الأيام الأولى من تناول هذه الأدوية.

ليس هناك دواء مثاليًا - أخي الكريم - هذه الأدوية مفيدة جدًّا للاكتئاب وللقلق والتوتر، وأحيانًا ترجع هذه الأعراض لطبيعة المرض، فأحيانًا قد يُصاب الشخص باكتئاب ولكن بعدها يظهر عنده رهاب، والعكس هو الصحيح، وأحيانًا المرض النفسي قد يأتي بأشكال مختلفة، ولا تكون هذه الأعراض من الدواء، بل من طبيعة المرض نفسه.

على أي حال: هذه الأدوية إذا تمَّ أخذها بعد التشخيص المناسب وللغرض الذي أُخذتْ من أجله، وتحت إشراف طبي؛ فلن يحصل منها ضرر، في كثير من الأحيان -أخي الكريم- يستمر الناس على تناول هذه الأدوية دون الرجوع إلى الطبيب، وأيضًا هذه مشكلة. الطبيب عندما يُشخِّص المريض ويعرف الأعراض التي يشكو منها المريض فإنه بالمتابعة ينظر زالت هذه الأعراض أم لا، وينظر هل هناك آثار جانبية للأدوية أم لا، فيجب ألا يستمر الشخص على هذه الأدوية دون مراجعة منتظمة ومستمرة مع الطبيب النفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً