الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ساءت حالتي النفسية بعد موت أبي فكيف أتجاوز مخاوفي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 22 سنة، مشكلتي بدأت منذ شهرين بعد وفاة أبي -رحمه الله-، فهو أغلى شخص على قلبي، وأحبه كثيرا، كنت نائما وأيقظتني والدتي بشكل مفاجئ وأخبرتني بأن أبي مريض، استيقظت مدهوشا، ورأيت أبي في حالة غير جيدة.

اتصلنا بالإسعاف ونقلناه للمستشفى، أخبرنا الأطباء بأن حالته ستتحسن، وبعد ثلاثة أيام فجعنا أخي وأخبرنا بوفاة أبي، لم أصدق الخبر واندهشت حينها، لم أبكي كثيرا، ولكنني بعد شهرين استيقظت ولدي خفقان شديد بالقلب، ذعرت وظننت أنني أموت، ومع مرور الأيام تدهورت الحالة، فقررت الذهاب للطبيب، فوصف الطبيب دواء عاديا، ولم أتحسن معه، وصرت أستيقظ كل يوم وأنا خائف، وأوسوس بأن لدي مرضا خطيرا، لم تفارقني الأفكار السلبية، لأن اثنين من الجيران فارقوا الحياة بسبب مرض السرطان، منذ ذلك الوقت وأنا أخاف كثيرا من الأمراض.

قررت إخبار صديقي المقرب بمعاناتي، فهو يقرأ كثيرا في كتب علم النفس، وسألني عن الأوقات التي أشعر بها بالضيق، قلت له الوقت وهو (10:30)، ورجح السبب إلى حادثة عانيتها بالوقت نفسه، وحين فكرت بالأمر، كان الوقت يصادف وقت وفاة أبي، وفعلا بهذا الوقت أحس بضيق شديد وأبكي.

قررت الذهاب للطبيب النفسي، وشخص الحالة بأنها صدمة نفسية، وأعطاني دواء atarax و fluoxetine، منذ 15 يوما وأنا أتناول الدواء، ذهب الخوف، وعادت ضربات القلب طبيعية، لكن الأفكار الوسواسية لا تفارقني، واستسلمت للفكرة، وقلت بأنني مريض، وسوف أموت بعد فترة.

أجريت التحاليل العامة، -الحمد لله- لا يوجد لدي أي مرض، ذهبت إلى أربعة أطباء، وبعد مراجعة التحاليل أجزم الكل على سلامتي، ما زلت خائفا والأفكار تدمرني، لا أستمتع بالحياة، وحياتي مملة، مع العلم أنني أصلي وأدعو الله كثيرا، تحسنت بفضل الدعاء، لكنني لم أتخلص نهائيا من الوساوس.

عند موت أي شخص بسبب الأمراض أخاف كثيرا، وأشعر بأنني سأموت بنفس المرض، وحينما أرى والدتي تتحدث مع أختي أو مع أي شخص في المنزل بعيدا عني، أشعر بأنهم يخبؤون شيئا ما.

سؤالي لكم: هل الدواء سوف يشعرني بالراحة؟ وهل مدة 15 يوما غير كافية لعودتي إلى حالتي الطبيعية؟ علما أن وزني نقص من 85 إلى 74، وهذا الأمر زاد من قلقي، فهل نقص وزني بسبب التفكير الزائد وفقدان الشهية؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مما لا شك فيه أن وفاة الوالد وإصابة الجيران أو الجارين بالسرطان هما السبب في هذه المخاوف الوسواسية، ولم تحزن على أبيك حزناً طبيعياً، الحزن الطبيعي هو أن تبكي بعد الوفاة، وبعد مرور ذلك تنساه، فعدم البكاء يكون غير طبيعي عند وفاة شخص عزيز.

على أي حال العلاج الذي أعطاك الطبيب هو علاج صحيح، الأتراكس هو مضاد للقلق، والفلوكستين هو مضاد للوسواس، وعادة الفلوكستين يبدأ بعد أسبوعين، يبدأ مفعوله بعد أسبوعين أي في 15 يوما الأولى، ولا يحدث أي شيء, وهي فترة خاملة للفلوكستين، والتحسن الذي حصل هو من الاتراكس، وتحتاج إلى ست أسابيع إلى شهرين، لأن تزول الأعراض وبعد ذلك يجب الاستمرار عليه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يجب التوقف عنه بدون تدرج، أي أنك في الطريق الصحيح في العلاج فقط استمر على ما كتبه لك الطبيب.

نعم نقصان الوزن هو من فقدان الشهية والقلق والتوتر، الإنسان عندما يكون قلقاً ومتوتراً حتى إذا كان يأكل فإن هذا يؤدي إلى إنقاص الوزن، فما بالك والشهية أيضاً مقفولة، فقدان الشهية والقلق والتوتر من الأسباب الرئيسية لنقص الوزن.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً