الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشخصية الوسواسية وبعض سماتها كالحساسية والتردد

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي تتلخص أساساً في كوني ذا شخصية شديدة الحساسية، وأكثر التدقيق في كل شيء، أي أنني أجعل من الحبة قبة كما يقال، وأعشق الكمال؛ مما حول حياتي لنكد! فالتساؤلات في أمور العقيدة لا تبارحني حتى أخشى على نفسي الردة -والعياذ بالله- بعدما كنت صاحب يقين راسخ!
إذا ما عزمت على أمر ما -كالسفر مثلاً- أجد نفسي في ضيق شديد يريد تثبيطي عن القيام به، ومع هذه الضغوط أقبل على الأمر بعناء شديد، ثم أجدني أحمد الله أني لم ألتفت لتلك الوساوس.

السادة الأفاضل، أنا الآن مقبل على أمر أكبر بكثير، وهو الزواج بإذن الله تعالى، وأسألكم الدعاء لي ليوفقني سبحانه ويبارك لي فيه، الفتاة لا أعرف عنها إلا الخير والصلاح ولا أزكي على الله أحداً، سبق لي في الماضي أن أرسلت إليها بأخت لي في نفس الموضوع فأبلغتها آنذاك بكونها مخطوبة، وذهب كل لحاله.

بعد أزيد من سنتين علمت أنها انفصلت عن زوجها بالخلع، فقلت في نفسي لم لا؟ لعل الله قد كتبها هذه المرة، وبالفعل استشرت واستخرت وأقبلت على الأمر، والكل يسير على ما يرام لولا هذا الوسواس اللعين الذي يعكر صفو حياتي، فكأن قائلاً يقول لي: كيف تقبل لنفسك بامرأة وطئها رجل قبلك؟ ومهما فعلت فلن تحبك بعمق أبداً، وهلم جرا.

حتى بعض الكتب الدينية التي لجأت إليها زادتني غبنا، فالكل يتشدق بالبكر، وكأن باقي النسوة خردة، علماً -سادتي- أنه حتى لو كانت هذه الخطيبة بكراً لكانت الخواطر من شكل آخر!

لقد تعبت من كثرة التفكير حتى إني عزفت عن مشاغلي ولا أجد راحتي إلا في الخلود للنوم العميق، فأغيثوني جزاكم الله، سلاحي الوحيد في هذه المواجهة هو المخالفة لأنني لم أعثر على سبب شرعي واحد يفيد التراجع! وأخشى إن فعلته أن يصيبها مكروه بسببي، ولكن الضغط علي لا يحتمل، فبم تدلونني؟ أريد أن أحس بنعم الله علي وأستريح من هذه الفكرة بداخلي.

وكذا أشعر برغبة في التقيؤ يومياً تقريباً، هناك من نصحني بالرقية الشرعية لكثرة تثاؤبي، وكذا بالتعجيل بالبناء، فما رأيكم؟ بم تنصحونني في تعاملي معها، خصوصاً في سرد الماضي؟ أهو أفضل، أم أطوي صفحته؟
أشكر لكم جهدكم في مساعدتي.

والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عز الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً على رسالتك، وثقتك في الشبكة الإسلامية .

أخي، للشخصية أنماط وسمات، وهي تتفاوت من إنسان إلى آخر، والشخصية الوسواسية، والتي أرى أنك تحمل بعض سماتها ليست كلها شراً، فالشخص المتدقق تقل أخطاءه ويكون أكثر انضباطاً، كما أنه في الغالب يتمتع بقيم عليا، ولكن أتفق معك أن الأمر ربما يكون بالشدة التي تسبب قلقاً وانزعاجاً وتوتراً، وفي هذه الحالة لابد من تدارك الأمر والتدخل الطبي .

أنا يا أخي أرى أنك سوف تستفيد كثيراً جداً من العلاج الدوائي، والفافرين يُعتبر من الأدوية الجيدة في هذا السياق، ولو أضفناه إلى البروزاك سيكون النفع أكثر بإذن الله، وعليه أرجو أن تأخذ كبسولة واحدة من البروزاك في الصباح، وبعد أسبوع تُضيف لها 100 مليجرام ليلاً من الفافرين، وتستمر على ذلك، حتى تختفي أعراض التردد والوساوس، وبعد اختفائها تستمر في العلاج لمدة شهرين آخرين، ثم يمكنك أن توقف البروزاك، وتستمر على الفافرين لمدة شهرين آخرين أيضاً .

بجانب العلاج الدوائي لابد أن تقاوم التردد والوساوس، وذلك عن طريق إيقاف مساومة النفس، واتخاذ القرار في لحظته، مع الاستخارة عليه .

نسأل الله لك التوفيق والسداد في مشروع الزواج الذي أنت مُقدمٌ عليه، وإن شاء الله بالدعاء والدواء سوف تختفي وسوستك حيال المرأة التي تود الزواج بها، ونسأل الله أن يجعله زواجاً ميموناً قائماً على المودة والسكينة والرحمة.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً