الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تلازمني حالة خوف واكتئاب بعد ولادتي لابني، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 27 سنة، متزوجة وأم لولدين، أنجبت ابني قبل أقل من شهر تقريبا.

تراودني مخاوف كثيرة حول موت الغفلة، وأشعر بآلام في القلب، وضيق في الصدر، لا أخاف الموت، لكن خوفي هو أن أموت وأترك ابنتي وابني لوحدهما، أقلق عليهما كثيرا.

كانت تراودني هذه الوساوس مسبقا عند إنجابي لابنتي، وها هي الآن تتكرر مع إنجابي لابني، ولا أعلم ماذا أفعل؟

بات الاكتئاب والخوف واضحين علي، وصرت أخاف أن أكون لوحدي في البيت خوفا من أن يصيبني مكروه، ويبقوا أطفالي وحدهما؛ فحالات موت الغفلة كثيرة في بلدي، وهذا الأمر يزيد من قلقي وخوفي!

أرشدوني كيف لي أن أخرج من هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن كان معظم أعراضك أعراض قلق -خاصة أعراض جسدية- وأعراض للخوف، إلَّا أنه على الأرجح أنت تعانين من اكتئاب، وطبعًا يُقال إن أكثر من ثلث حالات الاكتئاب يكون بها قلق، خاصة اكتئاب ما بعد الولادة، وطبعًا هذه الولادة هي الثانية بالنسبة لك، جاءت لك بعد الولادة الأولى، والآن عادت لك بعد الولادة الثانية، وهذا غالبًا اكتئاب ما بعد الولادة، وعشرة بالمائة من النساء يُصبن باكتئاب ما بعد الولادة يحتجن إلى علاج، أما خمسين بالمائة يُصبن بأعراض خفيفة لا يحتجن إلى علاج ويذهب اكتئابهنَّ تلقائيًا، ولكن الآن هذا الاكتئاب استمر معك وبدأ يؤثّر عليك، فقد تحتاجين إلى علاج -أختي الكريمة- وأنسب علاج هو دواء الـ (سيرترالين) لأنه لا يؤثّر على الرضاعة، يمكن أن تتناولينه وأنت تُرضعين طفلك.

الجرعة خمسون مليجرامًا، ابدئي بنصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجرامًا- ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم حبة بعد ذلك، وسوف تبدأ الأعراض تزول بإذن الله بعد حوالي ستة أسابيع، وبعد زوال الأعراض والرجوع إلى حالتك الطبيعية يجب عليك الاستمرار في تناول الدواء لفترة ستة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة تدريجيًا، بخفض ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتم التوقف من تناول الدواء نهائيًا.

والشيء الآخر الذي أنصحك به: يجب أن يكون هناك فترة كافية بين كل ولادة وأخرى، أي: طالما جاءك الاكتئاب للمرة الثانية بعد الولادة فالولادة التالية يجب ألا تكون إلاَّ بعد مرور ثلاث سنوات من هذا الوضع، لأنه يمكن أن يتكرر بعد الولادة الثالثة، ولذلك يجب أن تكون هناك فترة كافية بين هذه الولادة والحمل التالي إن شاء الله، وهذا يُعتبر تنظيمًا خاصة مع وجود ظروف صحية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً