الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كل شيء يحدث في الحياة ضدي وأشعر بعدم التوفيق

السؤال

لم أتسبب بقصد في أي جرح عميق لأي أحد، ولكن لدي خلافات بسيطة مع شخص مقرب، وقد اعترفت بأغلاطي التي كانت رغماً عني، وعوقبت نفسيًا جراء أغلاطي تلك.

أشعر بأني لا أوفّق بشيء، كل شيء يحدث ضدي، هل أعاقب بسبب ذاك الشخص، أم أنه اختبار صبر لي، أم أني أصِبت بالنحس الدائم كما كان يقال؟

لم أوفق بشيء للأسف، وأشعر بالذنب الدائم والاكتئاب والرغبة بالهروب من هذه الحياة الصعبة، رغم محاولاتي السابقة للهروب من الحياة، ولكن لا زلت على قيد الحياة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأسال الله العظيم أن يشفيك مما تعانين منه.

لديك حالة نفسية بسيطة سهلة العلاج، ولكنها تحتاج إلى الصبر والثقة بالله تعالى، ومن أهم طرق العلاج:

1. يجب عليك نسيان الماضي تماما وعدم التفكير فيه والتخلص من الأفكار السلبية التي تصفي بها نفسك؛ فإن الاستمرار في ذلك سيزيد من المشكلة النفسية لديك.

2. لا يجوز لك اعتبار نفسك نحسا أو محلا للاختبار، بل ما يصيبك هو نوع من البلاء الذي يصاب به المؤمن، وعليه أن يصبر عليه ويرضى بقضاء الله تعالى وقدره، ولا يتسخط على ربه، بل يحتسب ما أصابه من هم وغم ومصيبة عند الله حتى يؤجر على ذلك بتكفير السيئات ورفع الدرجات.

3. التوفيق بيد الله سبحانه؛ ولذا من أراد التوفيق لا بد أن يأخذ بأسبابه من القرب من الله، والطاعة له والدعاء والتضرع ونحوها من الأعمال الصالحة التي به يستمطر التوفيق والسداد من الله للعبد في أعماله.

4. احذري التفكير في الانتحار أو التخلص من الحياة؛ فإن هذه جريمة عظيمة ومنكر كبير توعد الله صاحبه بعذاب النار، فلا تهربي من ألم دنيوي يمكن الصبر عليه إلى عذاب أخروي لا يمكن الصبر عليه.

5. ننصحك بالتدرب على حل المشكلات وإنجاز الأعمال بطريقة صحيحة من خلال الالتحاق بدورات في التنمية البشرية والاستفادة من تجارب الآخرين.

6. أعظم علاج للاكتئاب وذهاب الهم والحزن هو ذكر الله والتسبيح والصلاة وقراءة القرآن، واللجوء والتضرع لله، فإذا شعرت بشيء من ذلك فعليك بهذه الأعمال فإنها تجلو الهم والحزن بإذن الله تعالى.

7. حاولي أن لا تنزوي أو تنطوي على نفسك، بل تعرفي على الصديقات والأخوات الصالحات، وشاركي معهن في برامج جماعية واجتماعية تستأنسين بها، وحتى لا يتسلط عليك التفكير السلبي إذا كنت بمفردك.

أسأل الله العظيم أن يصلح حالك، ويوفقك لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أميرة الأحزان

    بارك الله فيكم و أتمنى لكم التوفيق والنجاح

  • رومانيا منصورابوطالب

    لست وحدك من يحس بهذا الإحساس فهو ابتلاء من الله واصبر واحتسب فالله لاينسى احدمن خلقه لكنه يمتحنك وهو اعلم بالنتيجه استغفر واكثر وسبح ربك واذكره بكل لحضه حتى لوكنت تسير بالشارع وحدك او مسافر جالس فربك رحمن رحيم والله المستعان

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً