الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تناول الحبوب بكثرة في وقت واحد يفقد المناعة؟

السؤال

السلام عليكم

لدي عدة مشاكل نفسية على رأسها الاكتئاب، لكن لا بأس فقد اعتدت على الحياة معها، مشكلتي الجديدة أصبحت تمنعني حتى من الخروج من البيت بسلام.

بدأت مشكلتي من العام الماضي، خرجت إلى أحد الأماكن، وفجأة شعرت بالتعب الشديد وسقطت مغشيا علي فجأة، وارتطم رأسي بحجر، لكني لم أتألم كثيرا، بعد عدة أشهر خرجت من المنزل وأنا متناسية تماما ما حدث سابقا، وأيضا بدأ فجأة شعور الثقل ببطني وسقطت أرضا دائخة.

هنا بدأت معاناتي، فأنا بطبيعتي مهما شعرت بالتعب، أو المرض كنت أخرج خارج المنزل، وأنا لا أشعر بشيء ومتماسكة، ولكن الآن كلما هممت للخروج أصبحت نفسيتي سيئة جداً، وأتعب كثيراً وأخاف السقوط.

بحيث قبل ميعاد خروجي إلى أي مكان لا أستطيع النوم، ويبدأ الضيق الشديد والأرق والتعب والنعاس أحيانا، وفقدان الشهية لساعات طوال الليل لمجرد الخروج للتسوق مثلاً، وإن أجبرت نفسي على الخروج فلا أستطيع الشعور بالراحة، أريد العودة للمنزل بأسرع وقت أيضا، ظروفي لا تسمح لي بالذهاب إلى أي طبيب أبداً.

حاولت التناسي وقراءة الأذكار وتعزيز ثقتي كما يقولون، ولكن لم أستطع، التعب مستمر بجسدي ونفسي، ماذا عليّ أن أفعل؟ بهذا الحال سأبقى حبيسة الجدران!

في الماضي كانت مناعتي جيده جداً، ولكنني فقدتها الآن تدريجيا بشكل ملحوظ جداً، أصبحت أشعر بالتعب كثيراً، أكره الخروج، إن أصبت بالحمى فستستمر لمدة طويلة.

هل هذا بسبب ما حدث بالماضي؟ في الماضي حاولت مرتين أخذ حبوب كثيرة بوقت واحد للهروب من الحياة، ولكن لم يحدث شيء! رغم أنه كتِب على المنشور إن حبتين كفيلة بحدوث ضرر على القلب، وقد شربت الكثير ولم يحدث شيء.

ولكن من بعد هذا بدأت أمرض كثيراً ومناعتي سيئة، فندمت، هل ستعود صحتي ومناعتي؟ فقد مضى ما يقارب السنتين وحالتي للأسوأ مع الاكتئاب، هل صحيح ما يقال إن تناول الحبوب بكثرة في وقت واحد يفقد المناعة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فليس عليك التعود على الاكتئاب، بل عليك علاجه والتخلص منه؛ لأن التعود على الاكتئاب يعني أن تعيشي بأعراض الاكتئاب، وهذا يعني إعاقة لك في حياتك، وضيق وتوتر، يجب عليك علاج الاكتئاب لكي تعيشي حياة هانئة، أما ما حصل معك الآن فهو رهاب، يسمى رهاب الساحة أو رهاب الخلاء.

طبعًا هذا ناتج عن الإغماءات التي حصلت لك، أنك الآن تخافين من الخروج خوفًا من حصول إغماءات مرة أخرى، ولذلك تتفادين الخروج، فعليك إذًا علاج الاكتئاب وعلاج رهاب الساحة معًا، وتحتاجين إلى علاج دوائي، وحتمًا تحتاجين لعلاج نفسي ليُخلصك من الاكتئاب، ومن الرهاب الذي تعيشين فيه الآن.

أخذ جرعة من الدواء هذا يدل أيضًا على الاكتئاب، ولكن من فضل الله تعالى وكرمه أن الشخص إذا تناول أي جرعة زائدة من أي دواء، ولم تُحدث ضررًا في وقتها، فإن الجسم يتخلص منها عن طريق الكلى، ولا تترك أثرًا بعد ذلك في جهاز المناعة أو غيره، بل يتم التخلص منها نهائيًا عن طريق الكلى والبول.

أختي الكريمة: لا بد من العلاج، نعم الأمراض النفسية أو التوتر الشديد قد يُضعف مناعة الجسم، ويكون الشخص عرضة أحيانًا حتى للالتهابات، فهذا من الأشياء التي تجعل علاج الاضطراب النفسي مهماً، ليس من أجل راحة الشخص فقط، ولكن حتى يتحسن الجسد، وهناك أمراض أو اضطرابات كثيرة جسدية يكون منشؤها نفسيا.

فإذًا عليك بالتواصل مع طبيب نفسي لإعطائك علاجا مضادا للاكتئاب، ومضادا للرهاب، وأيضًا عمل جلسات نفسية سلوكية معرفية، وإن كنت لا تريدين الدواء فلا بأس من العلاج النفسي، لأنه قد يكون مفيدًا في كثير من الحالات، الأدوية قد تعمل بسرعة، وتأتي بنتائج سريعة، ولكن بعد مرور الوقت - أثبتت دراسات - أن العلاج النفسي قد يأتي بنفس نتائج العلاج الدوائي، مع الصبر والمثابرة عليه.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً