الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل عملية استئصال الغضاريف تؤثر على ارتداء الحجاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء، ورزقنا الله وإياكم الصلاح والإصلاح.

منذ صغري وأنا أعاني من انسداد مزمن بالأنف، ذهبت لأطباء كثر، جميعهم أخبروني أن لدي لحمية متضخمة، أخذت الكثير من الأدوية ولم تُجدِ نفعا، منذ فترة قريبة أخبرتني قريبة لي -جزاها الله خيرا- عن طبيبين لديهما سمعة حسنة في عالم الطب، -الله أكرمني-، وذهبت للإثنين، الأول لم أرتح معه، ولكن تشخيصه لحالتي كانت جيدة، وقال لي نفس الكلام الطبيب الثاني، اتضح أن لدي تضخما بغضاريف الأنف بسبب الحساسية المزمنة؛ ولأني لم أعرف حقيقة مرضي، ولم أعمل بالعلاج الصحيح، وهذا التضخم منذ صغري حصل لدي هذا التضخم، واعوجاج الحاجز الأنفي.

بعد أخذي للعلاج قرابة شهر لم أرتح، مع العلم أن طبيبي قال لي إن العلاج يجب أن يستمر من ثلاثة لستة أشهر، ويمكن أن تطول المدة لسنة فقال لي: إما الصبر مع العلاج، وإما عملية الاستئصال، اخترت العملية؛ لأنني أعاني منذ فترة وهذا ما دفعني للبحث عن الطبيب الكفؤ مرة أخرى، وكذا ظهرت لدي أعراض، وبدأت تضيق عليّ أكثر وتعيفني عن العيش بطبيعتي في حياتي اليومية.

من ضمن تلك الأعراض(عدم اتزان، هبوط، دائما أشعر بالنعاس، صداع مستمر بأشكال وأنواع، فمرة يأتيني الصداع النصفي، ومرة من الأمام، ومرة من الخلف آخر الرأس)، وهكذا لم أستطع أن أمارس حياتي الطبيعية، وعندما أخبرت الطبيب بهذه الأعراض قال لي: كل تلك الأعراض يسببها انسداد الأنف المزمن؛ لأنه لا يتم أخذ كمية كافية من الأكسجين، وأنا الآن مع موعد العملية -إن شاء الله-، أسألكم الدعاء بالتيسير والشفاء العاجل، لكنني أريد أن أعرف:
- ما هي مضاعفات هذه العملية؟

- وهل من الممكن أن تؤثر على ارتدائي للنقاب؟

- عندي مشكلة اعوجاج عظمة الأنف ليست شديدة، ولكنها ظاهرة، فأريد أن أخبر الطبيب بأن يعمل لي تصحيحا للعظمة لتصبح طبيعية، وأنا بذلك لا أريدها أن تدخل في عمليات التجميل المحرمة، مع أنني قرأت فتوى لحضراتكم بإجازة تصحيح العيوب لتعود شكلها الطبيعي، وليس لزيادة الجمال، وهذا ما أريده، مع العلم أني قرأت أيضا أن اعوجاج العظمة يسبب مشاكل للأنف، وهذا أيضا ما دفعني لأسأل عن الحكم؟

- وسمعت أيضا عن عملية الجيوب الأنفية؛ ولأن لدي مشاكل بها فما رأيكم بصحة هذه العملية؟

- يوجد لدي صفير و"وشوشة" في الأذنين معاً، وهذا الصفير صاحبني منذ صغري لدرجة أنني أحسب أن الناس كلهم مثلي، ولم أشتك من أذني بتاتاً، ولكن سؤال الطبيب عن صفير الأذن هو ما جعلني ألتفت لها مجددا، فهل بعد عملية الغضاريف سيزول هذا الصفير أم ماذا؟

أرجو الرد على جميع أسئلتي، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة المريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عملية استئصال تضخم غضاريف الأنف عملية بسيطة يتم فيها استئصال جزء من تلك الغضاريف ليتيح لك التنفس بأريحية من الأنف، وقد يحدث بعض المضاعفات من العملية مثل نزيف من الأنف أو التصاق بداخل الأنف، وكلها أشياء بسيطة ويمكن علاجها في حال حدوثها.

وهذه العملية ليس لها أي علاقة بارتداء النقاب، بل المفروض العكس؛ لأنها تجعل التنفس أفضل.

وأما بخصوص انعواج عظمة الأنف، فيجب أن نفرق بين أمرين ألا وهو هل الانعواج في الحاجز الأنفي الذي يفصل بين جانبي الأنف - وهذا الحاجز يتكون من جزء عظمى وجزء غضروفي - أم الانعواج في عظام الأنف الخارجية، وغالبا ما يكون تأثيرها شكليا فقط، وليس لها علاقة بوظيفة الأنف؟ أما الحاجز الأنفي فهو يحتاج لعملية جراحية في حال انعواجه، وخاصة مع وجود أعراض صداع وانسداد مستمر وبلغم ينزل على الحلق.

وأما بخصوص صفير ووش الأذن، فإذا كان سببه انسداد الأنف، وبالتالي انسداد قناة استاكيوس، فذلك يزول بزوال الانسداد بعد العملية بإذن الله تعالى، وأما إذا كان الوش والصفير لأي سبب آخر خلاف انسداد الأنف وانسداد قناة استاكيوس، فإنه لا يزول بعد إجراء العملية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً