الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الدوخة وثقل بالرأس وعدم التركيز، فما مشكلتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

استشارة عن زوجتي:
"أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عام، متزوجة، وأم لرضيع يبلغ من العمر 11 شهرا -والحمد لله.

مشكلتي أنني أعاني من عدة أعراض، ولا أعلم إلى أي مختص أتوجه، والأعراض التي أعانيها:

دوخة، وثقل في الرأس، مع نوبات أوشك على الإغماء، أيضا لا أستطيع التركيز طويلا، كما أشكو من خمول، وتعب شديد، وآلام في مفاصلي، وأنام لوقت كاف، ولكن أستيقظ وأنا مُتعبة، نبضات قلبي أكثر الوقت سريعة، وأحيانا بطيئة جدا، مع ضيق في التنفس، ولدي اضطراب في المعدة والأمعاء، علماً بأنه كان لدي نقص فيتامين دال، وأخذت الدواء اللازم لمدة 3 أشهر ولم تختف تلك الأعراض المذكورة.

عانيت أيضا من نوبات الهلع من قبل 3 سنوات وإلى الآن لم أعالجها، وأكثر الأحيان يكون الجسم مشدودا.

أرجو منكم إفادتي وتوجيهي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي تشكين منها من دوخة، وثقل في الرأس، ونوبات الإغماء، وعدم التركيز، كلها أعراض قلق واكتئاب نفسي، ومن أكثر علامات الاكتئاب هو أن الشخص ينام فترة طويلة، ولكن لا يحس أن النوم منعش له، ويشعر أنه يحتاج إلى مزيد من النوم.

أيضًا نوبات الهلع أحيانًا يُصاحبها اكتئاب نفسي، وأيضًا من الأشياء المعروفة أن الاكتئاب النفسي يكثر بعد الولادة، ويقال أن من عشرة إلى خمسة عشرة بالمائة من النساء بعد الولادة يُصبن باكتئاب يحتاج إلى تدخل طبي، وأكثر من خمسين بالمائة يُصبن باكتئاب خفيف لا يحتاج إلى تدخل طبي.

فأرى أن هذه الأعراض أعراض اكتئاب نفسي، وتحتاجين إلى العلاج -يا أختي الكريمة، وأفضل أنواع العلاج -خاصة أنت مُرضع- هو الـ (سيرترالين)؛ لأنه لا يؤثِّر على الرضاعة، سيرترالين خمسين مليجرامًا، ابدئي بنصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجرامًا- لمدة أسبوع ليلاً بعد العشاء، وبعد ذلك ترفع الجرعة إلى حبة كاملة (خمسين مليجرامًا)، ويجب الاستمرار عليها، وسوف تتحسَّن معظم هذه الأعراض بعد شهر ونصف، وعندما تزول الأعراض وتحسّين بأنك طبيعية يجب أن يستمر العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر حتى تزول كل الأعراض، وبعدها يمكن أن يتم وقف العلاج تدريجيًا، بسحب ربع الحبة كل أسبوع، حتى يتم التوقف عن تناوله تمامًا، وإن شاء الله يكون علاجًا للاكتئاب وللهلع معًا، وغير مُضر في الرضاعة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً