الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حملت وحصل إجهاض وتكرر ذلك لدي... ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 27 سنة، متزوجة والحمد لله، حملت من بعد زواجي بأربعة أشهر، كان حملي سليماً إلى أن دخلت شهري التاسع توفيت ابنتي، وولدت طبيعيا الحمد لله، وقال الطبيب: توقف نبض قلبها، والله أعلم.

جلست ستة أشهر وحملت، ولم يكبر، أخدت (مثبتات وإسبرين أطفال) وحمض فوليك، وأجهضت في الشهر الأول، ثم جاءتني الدورة بعد 40 يوماً، ثم حملت وأجهضت! لا أعرف ماذا أفعل؟! نفسيتي تعبت ولا أعرف ما هو السبب؟! أفيدوني أرجوكم.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشيء الإيجابي في ذلك حدوث الحمل، حتى ولو قدر أن يتوفى الطفل، وحدوث حمل بعد ذلك مرتين، وهذا يعني أن هناك تبويضاً، ولا مشكلة عند زوجك تخص الإنجاب، وهذا شيء جيد وإيجابي، ويدعوا للتفاؤل والصبر.

هناك أسباب كثيرة للإجهاض المتكرر، يمكن العمل عليها والبحث عنها، وسوف يمن الله عليك بما تقر به عينك، فعليك عمل بعض الفحوصات الطبية مع ضرورة الانتظار لعدة شهور قبل التفكير في الحمل مرة أخرى.

من الأسباب التي تؤدي إلى الإجهاض الإصابة بفيروس، مثل CMV أو Cytomegalovirus وكذلك الإصابة بمرض Toxoplasmosis الناتج عن الإصابة بفطر Toxoplasma gondii parasite نتيجة الاحتكاك مع قطط مصابة بذلك الفطر.

كذلك فإن الالتهابات المزمنة في الحوض والفرج من بين أسباب الإجهاض المتكرر، خصوصاً مع وجود إفرازات بيضاء أو صفراء أو خضراء، ومع وجود حكة في الفرج أو ألم في الحوض أو ألم أثناء الجماع.

لذلك من المهم ثاني يوم من الدورة فحص الهرمونات المحفزة للمبايض FSH & LH وفحص هرمون الحليب PROLACTIN، وهرمون الذكورة total and free testosterone ومخزون البويضات AMH وهرمون DHEA وفحص وظائف الغدة الدرقية TSH & Free T4 مع ضرورة فحص هرمون progesterone في اليوم ال 21 من بداية الدورة الشهرية وفحص الأجسام المضادة لمرض الفيروسات CMV، والفطر المتعلق بمرض القطط Toxoplasmosis ومتابعة المبايض والرحم بالسونار لمعرفة حالة المبايض، وهل هناك تكيس أم لا؟ وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.

كما قلنا ننصح دائماً بتأجيل الحمل بعد الإجهاض الأخير لمدة 6 شهور على الأقل، للتخلص من آثار الحمل الأول ونسيان تجارب الحمل السابقة، وعلاج التهابات الفرج، ولإعادة التوازن الهرموني، وعلاج الأكياس الوظيفية، ووقف التكيس، ويمكنك في شهور الانتظار تناول حبوب منع الحمل لمدة 6 شهور، مثل حبوب ياسمين أو كليمن، وعند انتهاء الشريط عليك التوقف لإعطاء الفرصة للدورة بالنزول، ثم تناول الشريط الذي يليه.

بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل يمكنك تناول حبوب دوفاستون، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض، ولا تمنع الحمل، وجرعتها 10 مج، تؤخذ قرصا واحدا مرتين يومياً من اليوم ال 16 من بداية الدورة حتى اليوم ال 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 - 6 شهور، علماً أن هذه الحبوب تساعد في تثبيت الحمل في حال حدوثه، ولا خوف على الجنين من تناولها.

مع إمكانية تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يومياً بعد الغذاء والعشاء، للمساعدة في علاج التكيس وضبط مستوى الهرمونات، وتنظيم الدورة الشهرية، مع تناول حبوب Fesrose F التي تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد، مع أخذ حقنة واحدة من فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل، كل 4 - 6 شهور، لأنها مهمة لتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد.

مع التزام الدعاء والاستغفار، قال الله تعالى: ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين * ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً).

حفظك الله من كل مكروه وسوء ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً