الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب نومي الكثير؟ وكيف أعود لطبيعتي؟

السؤال

السلام عليكم

لا أدري ماذا دهاني؟ فبعد أن كنت أقل أهل منزلي نوما، أنام قليلا "ثلاث ساعات أو أربع" لأستيقظ دون منبه نشيطة؛ صرت أنام كثيرا.

تصوروا أنني نمت الساعة الثامنة مساء لأستيقظ في الواحدة على منبه، ولكنني نمت لأستيقظ الآن في السادسة، يومي يضيع في النوم، ماذا أفعل؟

علماً بأنني لا أعاني أية مشاكل في الغدة، ومنذ صغري وأنا أجري التحاليل لأتأكد من كوني بحالة جيدة، فأمي تظن أن لدي سوءا في التغذية، ولكن جميعا تظهر أنني بخير تماما.

أنا -والحمد لله- بصحة كاملة بدنيا، ولكنني لست متأكدة من صحتي العقلية -ولست أبالغ حين أقول ذلك-، فبعد أن كنت أتحدث مع نفسي حين أكون بمفردي بإرادتي؛ صرت أجد نفسي أتحدث إلى نفسي في ظل وجود الناس تلقائيا، دون تخطيط!

أهلي يعلمون أنني أحدث نفسي، ولكنهم -أمي وأبي- جزاهم الله خيرا لا يعاملونني على أنني مريضة، بل على أنني فتاة متزنة عاقلة.

كنت دائما أعود للمدرسة بعد الظهر منذ الصغر ولا زلت، وأنا الآن أعيش في بلد بارد أجواؤه -لا، بل أنا من تشعر بالبرد فقط في المنزل -ومشكلة النوم الكثير تقتلني، وهي لم تبدأ معي منذ مجيئي على هذا البلد، وإنما منذ شهر أو أقل، فماذا أفعل؟

علماً بأنني آخذ مكملات غذائية كفيتامين ب المركب والزنك، والحديد وأوميجا٣ -وجميعهم أتناولهم بدون وصفة طبية-.

أرشدوني أنا طالبة، وحياتي الدراسية تضيع، بل والدينية، حيث صرت أنام عن الصلوات وأستيقظ لأؤديها متأخرا.

أرشدوني رجاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النوم الكثير فعلاً قد يكون عرضا من أعراض الاضطرابات النفسية، ومن ضمنها الاكتئاب أحياناً، فالاكتئاب النفسي يأتي بكثرة النوم وكثرة الأكل، وهنا يسمى الاكتئاب الاعتيادي، وأحياناً أيضاً القلق والتوتر لا يؤديان إلى أرق، ولكن يؤديان إلى زيادة في النوم، وأحياناً أيضاً المشاكل النفسية والضغوط النفسية يهرب الإنسان منها بالنوم الكثير، وأنتِ ذكرت بنفسك أنك تكلمين نفسك، ولكن لا أدري هل تكلمينها بصوت مرتفع أو تتحدثين في داخل نفسك -أي تفكرين بكثرة حتى في وجود الناس- فهذا أيضاً يدل على الانشغال والتوتر، وطبعاً أثر على حياتك الدينية وأثر على دراستك وهذا مهم جداً في هذه المرحلة، فإذا كان في الإمكان التواصل مع طبيب نفسي وأنت في بلاد الغربة فيكون الأفضل؛ لكي يقوم بإجراء مزيد من الفحص النفسي عن طريق أخذ تاريخ مفصل، وفحص للحالة العقلية من خلال المقابلة المباشرة؛ لمعرفة إذا كان يوجد أعراض اكتئاب نفسي أم لا، ومن ثم وضع العلاج المناسب.

على أي حال في مثل عمرك وإذا كانت لديك مشكلة اكتئابية؛ فإن أفضل دواء هو الفلوكستين كبسولات 20 مليجرام؛ أولاً لأنه لا يزيد النوم، بل قد يسبب الأرق، وينصح دائماً بأخذه في النهار بعد الأكل، ولكن أفضل أن يكون هذا تحت إشراف طبيب نفسي إن أمكن، تواصلي مع طبيب نفسي ليقوم كما ذكرت بعمل فحص شامل ومن ثم الوصول إلى التشخيص وإعطائك العلاج المناسب.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً