الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري وأتلعثم في الكلام ولا أستطيع النوم.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 22 سنة، عانيت منذ 4-5 أشهر من الوسواس القهري، فذهبت إلى الطبيب، أعطاني سيبرالكس دون تشخيص الحالة، أخذت السيبرالكس لمدة 5 أيام، فأصابني بنوبات خوف شديد أكثر من السابق، فذهبت لطبيب آخر، فقال لي: أنت مريض بالوسواس القهري، فكانت تأتيني نوبات هلع ونخزة في الصدر، وأحس بسرعة ضربات القلب عند الاستلقاء، أو التوقف عن المشي، وكأن قلبي سيخرج من صدري من قوة الضربة.

عملت تخطيطاً للقلب، وهولتر 48 ساعة، وإيكو للقلب، وكانت النتائج كلها سليمة، بعدها صرت أحس بضعف في الجهة اليمنى من جسدي كله خاصة يدي ورجلي، فذهبت للطبيب، وطلب صورة رنين مغناطيسي، وقال: يوجد كيسة عنكبوتية بسيطة في الناحية الصدغية للدماغ، وهي لا تؤثر، وخلايا دبقية عادية، وكانت فحوصات جسدي كلها سليمة، ذهبت لطبيب الأمراض العصبية والنفسية، أعطاني دواء البروزاك، شراب معلقة صغيرة لمدة 5 أيام، لم تؤثر علي كثيرا، ولكن لم تضرني، ثم طلب مني الطبيب رفع الجرعة إلى معلقة كبيرة، أخذتها لمدة يومين، وحدث لي ضعف في التركيز، وتلعثم في الكلام، وعندما أغمض عيني للنوم أحس أنها تأتيني أحلام وأفكار متداخلة مع بعضها البعض، فأقوم خائفا، ولا أستطيع الأكل، فما تشخيصكم لحالتي؟

مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الوسواس القهري يعتبر من اضطرابات القلق والهلع والخوف، أيضاً هو نوع من أنواع القلق، فهناك تقارب في التشخيصات والوسواس القهري، أيضاً يحدث نوع من القلق والتوتر، وعلى أي حال في كثير من الأحيان علاج الاثنين معاً مضادات الأس أس أر أي، ولكن بعضها يكون أفضل لعلاج الوسواس القهري، والبعض الآخر أفضل للقلق والتوتر، وكلها لا تبدأ في العمل قبل أسبوعين فأخذك السبرالكس مثلاً لمدة 5 أيام غير كافي بل بالعكس في الأيام الأولى قد تكون هناك أعراض جانبية، ولذلك دائماً نوصي بأخذ جرعة صغيرة، في الأول نصف الحبة لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك رفعها إلى حبة كاملة، وكما ذكرت مفعولها غالباً يأتي بعد أسبوعين، وتحتاج من شهر ونصف إلى شهرين لعلاج الأعراض التي تعاني منها.

المشكلة في البروزاك -يا أخي الكريم- هو فعال في الوسواس ولكنه غير فعال في القلق والتوتر، بل بالعكس بعض المرضى عندما يتعاطون البروزاك يشدد القلق والتوتر، وبالذات في الأسبوعين الأولين، فإذا غيرت البروزاك مثلاً إلى سيرترالين 50 مليجراما ابدأ بنصف حبة ليلاً بعد الأكل لمدة 10 أيام، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وسوف يبدأ مفعوله -كما ذكرت- بعد أسبوعين، ويحتاج إلى شهر ونصف إلى شهرين لعلاج هذه الأعراض، ومن ثم الاستمرار عليه لفترة لا تقل عن 6 أشهر، وبعد ذلك خفضه تدريجياً بخفض ربع الجرعة كل أسبوع، هذا من ناحية القلق والتوتر.

أما بخصوص مشاكل المخ وما ظهره بالرنين المغناطيسي، فأرى أن تواصل المتابعة مع استشاري مخ وأعصاب فهو الأدرى بهذه المشكلة، وإن كانت تحتاج إلى علاج أو تدخل آخر أم لا، أم المراقبة من وقت لآخر.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً