الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخلصت من أفكار وسواسية عديدة ولكنها عادت لي مرة أخرى، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أشكركم على هذا الموقع المفيد والرائع، لما به من نفع للجميع، فجزاكم الله خيراً.

أنا فتاة قرأت كثيرا عن الوسواس القهري، أعراضه وأسبابه وطرق علاجه، وأود أن أسرد لكم حكايتي، وأتمنى منكم المساعدة.

بدأت قصتي في 2009 في مرحلة الجامعة، كانت تأتيني أفكار عديدة منها الجنسية، ووساوس في الذات الإلهية، وأقاومها، ولم أعرف أسبابها، مع العلم أنني أعبد الله، وأصوم وأصلي وأسبح وأستغفر، وفي تلك الفترة بدأت مقاومتي لهذه الافكار الدخيلة، فكنت مرة أغلبها، وأخرى تغلبني، وكنت أكره نفسي، وأخشى أن يسمع من حولي تلك الأفكار، ويريدون إيذائي، وفي النهاية تغلبت عليها -ولله الحمد-.

عادت لي هذه الافكار في شهر 11 من العام السابق دون سبب، رغم أنني تخلصت منها منذ فترة طويلة وصلت لسبع سنوات تقريباً، وكنت أحاول تغيير الفكرة الدخيلة، وجعلها بعيدة كل البعد عن نوعية الافكار الدخيلة، وأنا الآن أعمل، ولدي خوف دائم من زملائي في العمل والناس بشكل عام أن يسمعوا أفكاري، أو يؤذونني، وإذا رأيت أحدهم متضايقا، أشعر بأنه قد سمع الأفكار التي تدور في رأسي، وأصبح أكثر توتراً وخوفاً.

فكرت كثيرا بترك العمل واعتزال الناس لهذا السبب، أو الذهاب للطبيب، ولكن ليس لدي الوقت لذلك، فأشعر بحالة من الإحباط الشديد، وأكره نفسي كثيراً عند مقاومتي لتلك الأفكار، فما تشخيصكم لحالتي، وما الدواء المناسب؟

مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الوسواس القهري معروف أنه قد يختفي نهائياً ويعود مرة أخرى بصورة أقل أو أكثر حدة، ويعتمد هذا على الظروف التي يعيشها الشخص، وأيضاً من المعروف عن الوسواس القهري أنه يغير محتواه، أي يغير الفكرة التي يوسوس بها الشخص، ولكن يظل المرض واحد، وهذا ما يحصل معك -يا أختي الكريمة-، والحمد لله بإرادتك القوية استطعت تطبيق العلاجات السلوكية، والتغلب عليها الفترة طويلة.

الظاهر أن وجودك في العمل مع أشخاص يسبب لك ضغطاً آخرا، هذا مما أدى إلى الإحساس بأن الناس يستطيعون قراءة أفكارك، وهذا طبعاً غير وارد، ولكن الوسواس في أثناء العمل هو الذي يجعلك تفكرين بهذه الطريقة، استمري -يا أختي الكريمة- في محاولة العلاجات السلوكية الذاتية لهذه الوساوس، وتجاهلها أو تغيير مسارها -كما ذكرت-، والتفكير في شيء آخر مهم جداً.

لا تتركي العمل، لأن هذا لن يعالج الوسواس القهري، من الأدوية المناسبة لحالتك، والتي تساعد في علاج الوسواس، وطالما أنت تعملين فيمكنك أخذ الفلوكستين 20 مليجرام حبة بعد الأكل، ويمكن أن تكون بعد الغداء عندما تعودين من العمل يومياً بعد الأكل، ويبدأ مفعوله عادة بعد أسبوعين، ويحتاج من شهر ونصف إلى شهرين، للتخلص أو المساعدة في تقليل الوسواس القهري، وأعراض الوسواس القهري بصورة كبيرة، وعليك في الاستمرار عليه لفترة لا تقل عن 9 أشهر، ثم بعد ذلك بعد ذهاب كل هذه الأعراض، يمكنك التوقف عنه بدون تدرج، لأن الفلوكستين ليس له أعراض انسحابية، هذا مع العلاجات السلوكية التي سوف تقومين بها بنفسك لكي تعيشين حياتك الطبيعية.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً