الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لممارسة العادة السرية أثر في الخمول والكسل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أن شاب، أعاني من مشكلة الكسل في الصباح، وفترة الظهر، ولدي كتب دينية أقرأها كل يوم، ولكنني أحياناً أشعر بالملل، وعدم الحماس أو الرغبة لشيء، حتى أثناء التمرين، وأمارس العادة السرية كثيراً، فهل لها علاقة بذلك؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهند حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الكسل والخمول ظاهرة شائعة في مجتمعاتنا اليوم، لا سيما عن تحصيل الثقافة والقراءة خاصة، وقد تعود أسبابه إلى أمراض عضوية أو نفسية, أو إلى الإجهاد في العمل, ومنه الإجهاد الناتج عن إدمان العادة السرية أيضا كما -ذكرت-، حفظك الله، وغفر لك، فينبغي لك الحذر من ذلك ما أمكن، لما فيه من ضرر, ولذلك حرمها أكثر العلماء, وإنما أبيحت حال الضرورة لخشية الوقوع في مفسدة أعظم وهي الزنا -والعياذ بالله-، وربما كان الكسل نتيجة خلل في مناهج التربية والتعليم المدرسية، أو الأسرية أو الإعلامية.

مما يحفزنا إلى القراءة الجادة والمثمرة، إدراك أنها صارت اليوم ضرورة أساسية في حياة الفرد، بل وحضارية في حياة البشرية، لذلك ينبغي أن نوليها الأهمية الأولى في حياتنا كما أولاها القرآن, حيث كان أول ما نزل من القرآن الخمس الآيات الأولى من سورة العلق, وفيها دلالة كبيرة في بيان أهمية القراءة والكتابة بالقلم لتحصيل العلم والمعرفة, فهي غذاء للنفوس، وطب العقول بصفة عامة، وتسهم في زيادة الحكمة والمعرفة والفهم والطلاقة، وتقوية الشخصية، واكتساب العلوم والأفكار، وتطوير المهارات وتوسيع المدارك, وفي الوقت ذاته تحصيل المتعة والتسلية, وتضيف إلى عمر الإنسان أعماراً أخرى كما قال العقاد -رحمه الله-, وهي أعمار الكتاب من العلماء والمفكرين, وتصيغ عقلية ووعي ونفسية صاحبها, ولهذا قيل: (قل لي: ما تقرأ؟ أقل لك من أنت).

نعمَ المحدث والرفيق كتابُ ... تلهو به إن خانك الأصحابُ
لا مفشياً للسر إن أودعته ... وينال منه حكمةٌ وصوابُ.
أو كما قال المتنبي: وخير مكان في الدنا سرج سابح ... وخير جليسٍ في الزمان كتابُ.

لا سيما القراءة في الكتب الدينية، القائمة على اتباع المنهج الشرعي الصحيح, حيث تسهم في تعميق الإيمان، ومعرفة الأحكام، وترسيخ القيم والأخلاق، وتحصيل سعادة الدنيا والآخرة.

ومما يساعدك -أخي الفاضل- على القراءة أيضاً، توفر الصحبة الصالحة التي تعنى بتنمية الثقافة، والوعي والفكر الصحيح، ولزوم دروس العلم الشرعي، والمحاضرات والخطب والبرامج المفيدة, فإن الإنسان قد يطرأ عليه الكسل والفتور، بخلاف كونه في جماعة حيث يحظى بالدعم والتشجيع والمنافسة الشريفة, فالإنسان قليلٌ بنفسه كثير بإخوانه كما قيل، ولهذا ورد في الأحاديث (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)، رواه داود وصححه الألباني، (الجماعة رحمة والفرقة عذاب)، رواه أحمد وصححه لألباني.

واحرص على توفير المناخ الملائم للقراءة, زماناً ومكاناً ونوعية الكتاب والتي تجعل من القراءة متعة وتسلية كما هي حكمة ومعرفة، وكذا توفير مكتبة خاصة في المنزل تضم أهم وأجمل الكتب من سائر العلوم والفنون.

أسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح, وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته, ويعيذنا من العجز والكسل ومن شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأن يصلح شؤوننا كلها، ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً