الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بدأت أفقد متعة الحياة، فهل سأبقى هكذا حتى الموت؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 26 سنة، منذ سنة أحسست بخفقان في القلب، فذهبت مسرعا للمستشفى، وعملت رسما للقلب، وكانت النتيجة سليمة، منذ تلك الفترة يأتيني شعور بمرض في القلب، وبدأت أراقب حركات جسدي، وعندما أشعر بأي شيء بسيط أذهب للمركز الطبي، والعيادات الخاصة أكثر من مرة، وأجري رسماً للقلب يكاد يكون بشكل يومي، وصورة دم كاملة، وتحليلاً للغدة الدرقية، والدهون الثلاثية والكوليسترول، والنتائج كلها تكون سليمة.

منذ شهر أجريت عملية الزائدة، وبدأت معاناتي من بعد العملية بآلام في البطن، وأصوات مستمرة في الأمعاء، وارتجاع المريء، وساءت حالتي جدا خوفا من أمراض القلب، وأمراض سرطان المعدة، وفقدت شهيتي، ونزل وزني بشكل ملحوظ، خسرت حوالي 7 كيلو في أقل من شهر.

أصبحت لا أنام وأنا أنتظر الموت، وبدأت عندما آكل أي شيء يأتيني مغص، وزاد خوفي وخفقان ونغزات قلبي، وصعوبة في أخذ شهيق كامل، مع العلم أن لدي حساسية بسيطة، ومنذ 4 أيام توفي أبي فزادت كل الأعراض، وأصبحت لا أنام مطلقا، حتى العمل بدأت أخاف منه، لأنه بعيد عن المنزل بحوالي200 كيلو متر، ولا يوجد رعاية طبية هناك، وأخاف الذهاب إلى هناك، ويأتيني أي مرض، ولا أجد رعاية طبية.

بدأت الحياة تسود في وجهي، علما بأنني متزوج منذ سنتين فقط، وبدأت أفقد متعة الحياة، نصحني أصدقائي بأخذ دواء سبرالكس أو سبرام، ولكن عندما قرأت عن الآثار الجانبية خفت بشدة، وبدأت أخاف من تلك الأدوية، فما تشخيصكم لحالتي، وهل الأمر خطير، وهل ستظل حالتي هكذا حتى الموت؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تامر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأمر ليس خطيرًا، فقط أنت تعاني من رهاب المرض وأعراض قلق وتوتر، وهذا مرض نفسي معروف، وله علاج.

أولاً: ابدأ بالتوقف عن الزيارات المتكررة للأطباء وعمل الفحوصات، لأن هذا يدعم فكرة الرهاب، ولا يساعد في التخلص منها، توقف عن الزيارات المتكررة للأطباء، وتوقف عن عمل الفحوصات التي لا طائل لها، وبعد ذلك عالج هذا الرهاب، ودواء السبرالكس من الأدوية الفعالة، آثاره الجانبية قليلة، لا يُسبب إدمانًا في بداية العلاج، قد يُسبب آلامًا في المعدة أحيانًا وبعض الغثيان، ولكن يمكن التغلب على ذلك بأخذ نصف حبة لمدة عشرة أيام بعد الأكل، فهذا يُقلل كثيرًا من الآثار الجانبية، ثم بعد عشرة أيام تناول حبة كاملة، وأيضًا بعد الأكل، وسوف يبدأ المفعول خلال أسبوعين، وتحتاج إلى شهرٍ ونصف، أو شهرين حتى تزول معظم هذه الأعراض، وبعد ذلك يجب الاستمرار في تناول هذه الجرعة لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وإذا كان في الإمكان التواصل مع معالج نفسي لعمل علاج سلوكي معرفي، فهذا أيضًا يساعد مع العلاج الدوائي.

لا يستمر هذا المرض حتى الموت، بل يمكن علاجه -كما ذكرت- بالأدوية والعلاج النفسي، وتتخلص منه وتعيش حياة سعيدة وهانئة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً