الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني في حملي من ألم شديد في منطقة التقاء الورك بالعجز، فما العلاج؟

السؤال

أنا حامل ب 12 أسبوعا وثلاثة أيام، أعاني من ألم شديد في منطقة التقاء الورك بالعجز، وأحيانا أشعر به في الجزء الخلفي من الورك، الألم يشتد أثناء التقلب على السرير أو عند النهوض من الفراش، ويزداد كثيرا مع صعود الدرج، ومع الرفع من السجود إلى وضع الاستقامة، أحيانا أضطر للصلاة على كرسي عندما يشتد الألم. في بعض الأحيان يكون الألم كأنه ضغط شديد على المنطقة، وأحيانا يأتي مثل الكهرباء، وأصبحت أعرج في المشي من الألم.

عرفت أن مثل هذا الألم قد يصيب النساء قرب موعد الولادة، فهل من الطبيعي أن يصيبني في الثلث الأول من الحمل أم أن هناك سببا آخر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما تشتكين منه -يا ابنتي- ناتج عن انضغاط الأعصاب في أسفل الظهر، وخاصة (العصب الوركي)، الذي ينزل للفخذ والساق، وهذا كثير الحدوث خلال الحمل وخارجه، وعلى الرغم من أن حدوثه يكون أكثر في الشهور الأخيرة للحمل، إلا أنه قد يحدث في أي وقت وحتى في الأشهر المبكرة جدا، كما هو الحال عندك، ويبدو بأن في جسمك استعدادا لذلك ( في حال كنت بدينة أو طويلة).

وبالنسبة للحمل، فإن بعض العوامل ستزيد من كمية الضغط على الضفائر العصبية في أسفل الظهر، منها: كبر حجم الرحم، وضغط الرأس على أسفل الحوض، وزيادة وزن الجسم، وحبس السوائل، وغير ذلك، كل ذلك يسب تغيرا في مركز ثقل الجسم، مما يسبب حدوث تشنج في عضلات الألية والحوض، وبالتالي يزداد حدوث الضغط على تلك الأعصاب.

في كل الأحوال إن الحالة تعتبر سليمة تماما، وستشفين تلقائيا -إن شاء الله، لكن يجب التأكد من أن وظيفة العصب ما تزال سليمة ولم تتأثر، لذلك يجب عمل فحص عصبي للساق، وذلك عند مراجعتك القادمة للطبيبة.

إن اتباع بعض التعليمات سيساعد في تخفيف وتسريع شفاء الحالة:

1- الانتباه لعدم حدوث زيادة كبيرة أو سريعة في الوزن، لأن زيادة الوزن أكثر من المطلوب أو حدوثها بشكل مفاجئ في الحمل يساهم في زيادة شدة الحالة وفي عدم استجابتها للعلاج.
2- تفادي البقاء في نفس الوضعية، وتفادي اللجوء إلى الراحة التامة، ومن الأفضل الاستمرار في ممارسة النشاط اليومي المعتاد، حتى لو رافق ذلك بعض الألم المحتمل، لكن يجب الابتعاد عن أي نشاط يثير الألم الشديد.
3- الانتباه إلى وضعية الجسم دائما، فعند الجلوس مثلا يفضل وضع وسادة خلف الظهر، وعند النوم، يجب النوم على الجانب السليم، وعلى فراش صلب، مع وضع وسادة بين الساقين وبين الركبتين، لتخفيف الشد عن الأربطة الحوضية، كما يجب الانتباه عند الانحناء لالتقاط الأشياء عن الأرض، فيجب أن يتم ذلك عن طريق ثني الساقين مع الحفاظ على الجذع بشكل مستقيم ومتعامد معها، مع تقريب الجسم المراد التقاطه إلى ناحية الجسم قدر الإمكان.
4- لبس سراويل واسعة، وملابس فضفاضة، والحرص على أن تكون الأحذية المستخدمة ذات كعب منخفض وعريض.
5- يمكن تطبيق الكمادات الحارة على مناطق الألم، ويمكن اللجوء إلى عمل مسجات على مناطق الألم، لكن بلطف وبيد خبيرة لديها ترخيص بذلك.
6- هنالك أحزمة خاصة تسمى sacral belt ،pregnancy belt قد تكون مفيدة في بعض الحالات؛ لأنها تساعد في تقديم الدعم للبطن والظهر وستجديها في الصيدليات الكبيرة.
7- ويمكن تناول المسكنات عند الحاجة، حبتين من نوع ( باراسيتامول ) عيار 500 ملغ، فهذا النوع آمن في كل مراحل الحمل -باذن الله تعالى.

في بعض الأحيان تخف الحالة أو تشفى حتى خلال الحمل، لكن وبشكل عام أقول: إن ما نسبته 50٪ من الحالات تخف أو تشفى في خلال 10 أيام، و75٪ في خلال شهرين إلى ثلاثة -إن شاء الله، ولا يمكن التنبؤ بالمدة التي ستحتاجها الحالة عندك حتى تشفى، لكن الولادة والتخلص من السوائل المحتبسة، ونزول الوزن، كل ذلك سيسرع في الشفاء -باذن الله تعالى.

نسأل الله -عز وجل- أن يتم لك الحمل على خير، وأن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً