الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي تعاني من تشنجات وشد في الجسم، فهل هي مصابة بمرض عضوي أم نفسي؟

السؤال

السلام عليكم..

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع.

مشكلتي مع ابنتي التي تبلغ من العمر 19 سنة، تعاني من الصرع من الصغر، وتأخذ علاج الكيبرا 250 مل مرتين في اليوم، ولامكتال 100 مرتين، ريبوتريل نص حبة مرتين، وحالة الصرع يسيطر عليها مع العلاج والحمد لله.

بدأت مشكلة الذهان تقريبا منذ سنتين، حيث تقول إن أشخاصا واقفين عند الحائط، بدأت بعلاج ريسبردول لمدة سنة وتحسنت، وبعدها أصبحت حالتها أسوأ بكثير، حيث بدأ جسمها ينتفض بالكامل بشكل يومي، (وكأنها تتشنج، لكن بوعيها)، طبعا أطباء الأعصاب عملوا كل الفحوصات، وقالوا هذا بسبب الاضطرابات النفسية، وليس بسبب التشنجات، وحولوني لطبيب نفسي، وتم تعديل جرعة ربسبردال، ولكن لم تتحسن، ثم تم إيقاف ريسبردول، وبدأت بعلاج 10g زابريكسا مرة في اليوم، تحسنت نفضة الجسم، لكن ما زالت تعاني هلاوس بصرية، حيث ترى أشباحا أو أشياء سوداء، ويحصل تنميل لجسمها، ويهتز عضل ظهرها أو أعصابه ورجليها، وتخاف وتبكي، ودائما تقول إنها تصعد إلى أعلى.

لديها ألم في الصدر والمعدة والرجلين واليدين، ويحصل تنميل في اليدين والرجلين، وثقل في الرأس يلف الوجه والرقبة والجسم إلى جهة اليسار، وأحيانا تشم رائحة غير موجودة، وأحيانا تحصل هذه الأعراض عند التوتر، فمثلا إذا جاءنا ضيوف فهي لا تحب الأصوات المرتفعة، وتجمع الناس بمكان واحد، لأنها تتوتر، وتظهر عليها الأعراض السابقة مع رجفة قوية بجسمها، وشد في الجسم والرقبة لجهة اليسار وهي بوعيها.

أخذتها أكثر من مرة للطبيب، واعتقدت بأنه تشنج فقط، ولكنهم قالوا ما دامت بوعيها فهي أعراض نفسية وليس تشنجات وأريد علاجا مناسبا للذهان، تأخذ حاليا زايبريكسا 10g مرة في اليوم وتاخذ دوجماتيل 200g حبة مرتين في اليوم، ولكن ما زلت لديها هلاوس وخوف.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أدري هل تمّ تشخيص الصرع في الصغر بواسطة استشاري مخ وأعصاب كفؤ؟ وهل هناك تأكيد على أن ما حدث في الصغر هو صرع، ولذلك أعطيت علاجات للصرع أم لا؟ لأن هذا شيء مهم ينبني عليه التشخيص لاحقًا، فإذا كانت فعلاً هو اضطراب صرع وأخذت العلاج فأحيانًا مرضى الصرع يُعانون من اضطراب الذهان.

يُقال إن 2.5% من مرضى الصرع عُرضة لاضطراب الذهان، أي أكثر من الشخص العادي الذي لا يعاني من اضطراب الصرع، ولكن كيف نُشخص الذهان؟ الذهان يشُخّص إمَّا بوجود هلاوس، أو ضلالات فكرية، أو اختلال فكري، أو اختلال في القول، والهلاوس عادة تكون سمعية.

80% من اضطرابات الذهان الوظيفية تكون الهلاوس بها هلاوس سمعية، وإذا وجدت هلاوس بصرية تكون عادة مع الهلاوس السمعية، ولكن لا تحدث الهلاوس البصرية لوحدها إلَّا إذا كان هناك سبب أو مرض عضوي، فمثلاً تحدث عادةً الهلاوس البصرية في الانسحاب من المواد الإدمانية خاصة الكحول، حيث تكون هناك هلاوس بصرية واضحة، وتحدث أحيانًا في اضطرابات عضوية أخرى، ولكن - كما ذكرت - نادرًا ما تحدث لوحدها في الاضطرابات الذهانية الوظيفية، أي: ليس هناك سبب أو مرض عضوي.

الشيء الآخر: اهتزازات الجسم التي تحدث عند التوترات قد يعني نوع من التوتر النفسي والقلق.

إذًا الأمر كله يحتاج إلى تقييم جديد، تقييم من قِبل طبيب أو استشاري طب نفسي، حيث يقوم بأخذ تاريخ مفصّل ودقيق من المريض نفسه ومن الذين يعيشون معه معظم الوقت، حتى نصل إلى هل هذه الأعراض لها علاقة بالصرع أم هي اضطرابات نفسية في حدِّ ذاتها؟ وإذا كانت اضطرابات نفسية هل هي اضطرابات ذهانية أم نوع من أنواع القلق؟ لأن نفس الهلاوس حتى وإن كانت بصرية فيجب التدقيق هل هي فعلاً هلاوس أم نوع من ارتباك الحواس وليست هلاوس بصورة واضحة.

فإذًا هناك حاجة شديدة إلى أخذ تاريخ مفصل وعمل دراسة للحالة العقلية، دراسة من خلال المقابلة المباشرة، حتى يمكن الوصول إلى التشخيص المناسب، ومن ثمَّ إعطاء العلاج المناسب.

لذلك للأسف لا يمكنني أن أقول التشخيص من خلال الاستشارة هذه، ولا أستطيع أن أصف العلاج المناسب، بل تحتاج إلى مقابلة مباشرة مع استشاري نفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً