الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عند الإمامة بالناس أرتجف ويضيق نفسي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي لإخواني في الله ـ أكرمهم الله تعالى ـ أنا أعاني من مشكلة، ألا وهي أنني ذو صوت في تلاوة القرآن جميل، وبأحكام ـ بحمد لله ـ محكمة، ولكن المشكلة إذا ما وقفت للإمامة ارتبكت وارتجفت قدماي، واحمر وجهي، وضاق نفسي، ويصبح من الصعب علي أن أقرأ بالأسلوب المطلوب! وأيضاً نفس المشكلة التي أعاني منها تحدث عندما أتقدم لإعطاء درس ديني أو فكري لإخواني في المسجد، علماً بأني يمكنني أن أعطي درساً في أصدقائي المقربين جداً، وأن أقوم بالإمامة بشكل جيد في أصدقائي المقربين وأهل بيتي، فماذا يجب أن أفعل؟

مع ملاحظة أنني عندي شيء من الكبرياء والغرور، وأحياناً النفاق، بحيث أقرأ بصوت جميل، ولا تكون غايتي هي الخشوع والرغبة والرهبة من القرآن، إنما هي إظهار صوتي الجميل.

فالله أسأل أن يرحمني وإياكم برحمته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

أرجو يا أخي أولاً أن لا ترمي نفسك بالنفاق، فهذا أمرٌ عظيم، وأسأل الله العظيم أن يعافيك منه، كما أرجو من الله الكريم أن يوقع صوتك الجميل في أذنٍ يكون ذلك سببا في هدايتها.

أخي: أرجو أن تحتسب في قراءتك للقرآن الأجر من الله، كما أرجو أن تتدبر وتتمعّن في كلام الله، وهذا سوف يساعدك كثيراً في أن تنقل نفسك ووجدانك من القراءة السطحية المظهرية إلى القراءة العميقة القلبية الإيمانية.

أما الذي ذكرته في بداية رسالتك، فهو نوع من الرهاب الاجتماعي، ولكنه والحمد لله يعتبر درجة بسيطة، وأهم وسائل علاجه الاستمرار في المواجهة، وعدم التجنب، ومن فضل الله تعالى يوجد الآن دواء يُعرف باسم زيروكسات، يُعتبر علاجاً ناجعاً للرهاب الاجتماعي، وعليه أرجو أن تبدأ في تناوله فوراً بجرعة نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم ترفعها بواقع نصف حبة، حتى تصل إلى أربعين مليجرام، أي حبتين في اليوم، وتستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم تبدأ في تخفيض الجرعة تدريجياً، وهي نصف حبة كل أسبوعين.

أود أن أؤكد لك يا أخي أنه ما دام رهابك ومخاوفك حول الصلاة والقرآن، فإن الله لن يضيعك أبداً، وعليك بالدعاء أن يعافيك الله من ذلك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً