الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب بالتخلص من وسواس الأمراض، فكيف السبيل لذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 27 سنة، ظهرت لي قبل 6 سنوات حبة تشبه dysplastic nevi، مسطحة غامقة، ومتعرجة بشكل دائري، لم تتغير، ولم أكن أعلم بأنها قد تتحول إلى سرطان -لا سمح الله-.

ولكن هذه الفترة أصبت بسواس الأمراض، وأصبحت أفتش في جسمي كثيرا، لذلك تذكرتها، ثم بعد ذلك فحصتها، والفحص كان بصعوبة لموقعها عند مدخل الأنف، وأصبت يومها بحكة في الأنف، وقمت بحكها بشدة، فموقعها يعرضها للحك كثيرا، لقد سمعت أن الاحتكاك يجعلها تتحول لخلية سرطانية، فما مدى صحة ذلك؟ وهل هي حالة شائعة؟ وهل لو أزلتها بالليزر أو بأي تقنية تتحول لخلية سرطانية؟ وهل إزالتها هو الحل الأمثل؟

أنا عندي ذئبة حمراء، ومنذ إصابتي ظهرت لي، كما أنني أستخدم البلاكونيل، وكنت في تلك الفترة أتعرض للشمس بسبب الذهاب الجامعة، فما تشخيصكم لحالتي؟ وما هو علاج الوسواس من الأمراض لكي أتخلص من التفكير فيها؟

أفيدوني مع الشكر.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lmmiaa حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فتوجد أنواع متعددة من الشامات أو الوحمات الصبغية، أو حبة الخال، أو ما شابه من المسميات، ولكل نوع من الشامات خصائص إكلينيكية مميزة، يتم التعرف عليها بواسطة الطبيب، وتختلف درجة الخطورة، وكيفية المتابعة والعلاج من نوع إلى آخر، ويجب التأكد من ماهية تلك الوحمة، وتشخيصها بشكل دقيق بواسطة الطبيب المعالج، وحدوث تغيرات باللون، أو التهابات يجب تقييمها بشكل دقيق بواسطة طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة؛ لأن ذلك قد يكون مؤشرا لتغييرات سرطانية بالشامة.

لذلك يجب التوجه إلى طبيب الأمراض الجلدية المشهود له بالكفاءة؛ للتأكد من تشخيص المشكلة، وقد يكون التشخيص بواسطة فحص الجلد فقط، أو قد يحتاج الطبيب إلى بعض الإجراءات الأخرى، مثل: أخذ عينة جلدية أو أزاله الشامة كليا وفحصها ميكروسكوبيا؛ للتأكد من التشخيص، ويتم مناقشة السبل المتاحة للعلاج بعد ذلك.

أما بالنسبة لمرض الذئبة الحمراء أو اللوبس Systemic lupus erythematosus SLE: فهو من الأمراض المناعية التي تصيب الجلد والأنسجة المخاطية، بالإضافة إلى إصابة أجهزة وأعضاء أخرى في الجسم، من أههما:
- المفاصل.
- الكليتان.
- الأغشية المحيطة بالرئتين والقلب.
- إحداث بعض التغيرات في الدم.
- وكذلك وجود مضادات مناعية في الدم، مثل: مضادات النواة، وبالأخص Anti nDNA and Anti SM.

علاج الذئبة الحمراء يعتمد علي شدة الإصابة للأعضاء، ودرجة انتشار إصابة الأعضاء أو الأجهزة المختلفة، لا بد من زيارة طبيب أمراض باطنية تخصص روماتيزم، لأخذ التاريخ المرضي بشكل جيد، وتوقيع الفحص السريري، وطلب الفحوصات والإجراءات اللازمة لذلك، ولتحديد أسلوب العلاج المناسب على حسب حجم المشكلة الموجودة.

العلاج المذكور من الأدوية المتعارف عليها لعلاج الذئبة الحمراء وتوجد علاجات كثيرة أخرى، والحاجة للعلاج بأدوية مختلفة تكون على تقييم الطبيب المعالج، ومدى الحاجة لها، والعلاج في كل الأحوال يكون بعد موازنة الفؤائد، والآثار الجانبية المتوقعة من العلاج، ولكل علاج أسلوب لمتابعة الأثار الجانبية المتوقعة من استعماله، ومنها العلاج المذكور.

الوقاية من الشمس عنصر رئيسي في علاج كل أشكال وأنواع الذئبة الحمراء، ويجب تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة، وارتداء واقي الشمس المناسب يوميا قبل الخروج.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتها إجابة الدكتور: محمد علام، استشاري الأمراض الجلدية، والتناسلية.
وتليها إجابة الدكتور: عبد العزيز أحمد عمر، استشاري الطب النفسي، وطب الأطفال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حك الحبة باستمرار لا يؤدي إلى حدوث سرطان، أو تحولها إلى خلايا سرطانية، لأنه حتى الآن أسباب السرطان غير واضحة وغير معروفة كُلِّيًا، هذا من ناحية.

أما من ناحية إزالتها، فطبيب الجلدية هو الأنسب في تقدير مدى إذا كانت تحتاج إلى إزالة أم لا، فهو يقوم بالكشف عليك، ويُحدد إذا كانت تحتاج إلى إزالة، ومن ثم يقوم بإزالتها، ولكن إزالتها غير ضرورية وغير مفيدة في علاج الوسواس، علاج الوسواس هو علاج نفسي، ويكون في عقل الإنسان، ويجب التعامل معه على هذا المنوال.

الذئبة الحمراء أحيانًا قد يُصاحبها طفح جلدي، فعليك مراجعة الطبيب أيضًا -طبيب الغدد أو طبيب الكلى- ومعرفة إذا كانت هذه الحبة لها علاقة بالذئبة الحمراء أم لا.

أما بخصوص علاج الوسواس القهري من الأمراض الخطيرة، فيكون أولاً بالتوقف عن الزيارات المتعددة لأطباء مختلفين، وإجراء فحوصات كثيرة، فإن هذا يُدعم الوسواس ولا يُعالجه، عليك بزيارة طبيب واحد يكون مسؤولاً عن علاجك، وعن التشخيص، وعن طلب الفحوصات والمتابعة معه باستمرار.

الشيء الآخر: علاج الوسواس القهري إمَّا أن يكون نفسيًا أو دوائيًا، والعلاجات السلوكية المعرفية تكون بصرف النظر عن التفكير في هذه الأمراض، والتفكير في أشياء أخرى، وهو ما يُسمَّى بتحويل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي، ويمكنك أن تفعلي ذلك بنفسك، كلما بدأتِ التفكير في هذه الأمراض فكّري في شيء آخر، فكّري في شيء جميل، فكري في رحلة قمت بها، في أجازة قضيتها، وبالتالي يمكنك صرف التفكير، لأن المقاومة أحيانًا تكون صعبة، وحاولي ألا تكوني وحدك، دائمًا كوني مع الناس، لأن الشخص عندما يكون لوحده يبدأ في التفكير.

ثالثًا: هناك هوايات تؤدي إلى الاسترخاء، مثل المشي، المشي يوميًا لمدة نصف ساعة يؤدي إلى الاسترخاء، ويصرف النظر عن الوسواس والقلق، وإذا لم تُجدي هذه الأشياء، فعليك بالتواصل مع معالج نفسي خبير في العلاج السلوكي المعرفي، سوف يقوم -من خلال الجلسات- بتمليكك مهارات في كيفية التعامل مع وساوس الأمراض الخطيرة، ولا تحتاجين إلى أي أدوية في المرحلة الحالية، فقط العلاجات السلوكية المعرفية، إمَّا بنفسك أو عن طريق معالج، -وإن شاء الله- سوف تتخلصين من هذه الوساوس.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً