الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من فقدان الشهية وقلة الإخراج، وإمساك بعد الدواء

السؤال

السلام عليكم

أعاني من اكتئاب ووساوس قهرية، وبعض التوترات تابعة لها، وأتناول دواء "انافرونيل" كنت قد بدأت بحبة 75 مجم أقسمها على يومين، أي حوالى 35 مجم يوميا، وذلك كي أقلل من الآثار الجانبية عن طريق البداية بجرعة بسيطة.

أتناول العلاج منذ فترة تقارب الشهر والنصف، وبدأت أشعر بتحسن، ولكني أعاني من الآثار الجانبية التي لم تختف حتى الآن وأذكر منها, فقدان الشهية, قلة التغوط وإمساك, انتشاء وشعور بالنعاس طوال اليوم, رعشة في اليدين خاصة عند القيام من النوم.

السؤال: هل أستمر لمدة أطول؟ وهل من الطبيعي طول فترة الآثار الجانبية لحوالي الشهرين؟ وإذا لم يكن طبيعيا، هل أقوم بتغيير الدواء؟ وأي الأدوية أفضل في حالتي، ويرجي ألا يكون مرتفع الثمن؟

أشكر سيادتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأنفرانيل من أدوية الاكتئاب، وهو مفيد جدًّا للوسواس القهري، ولكن مشكلته الرئيسية في أعراضه الجانبية، والشيء المزعج فعلاً أن بعض الناس لا يتحملون إطلاقًا الأعراض الجانبية للأنفرانيل، ومن خلال ممارستي عندما أعطيه لبعض المرضى يأتون إليَّ بسرعة في نفس الأسبوع الأول، ويطلبون مني تغيير الدواء بأي صورة من الصور، حتى وإن بدأتُ معهم بجرعة صغيرة، فبعض المرضى لا يتحمّلون الآثار الجانبية على الإطلاق، ولا أرى تفسيرًا لذلك، ولكن عادةً الآثار الجانبية تكون في الأسبوعين الأوليين، وتختفي بعد ذلك، ولا تستمر لفترة طويلة إلَّا في حالاتٍ نادرة.

أنت بدأت الأنفرانيل بجرعة صغيرة، وعادةً الجرعة الصغيرة تكون خمسة وعشرين مليجرامًا أو حتى 12.5 مليجرام، لكنَّك بدأتَ بسبعة وثلاثين ونصف مليجرام، وهي جرعة لا غُبار عليها ولا مشكلة فيها، إلَّا أن الأعراض الجانبية لهذا الدواء استمرتْ معك، وأرى أنها فترة غير طبيعية، ويبدو أنك من الأشخاص الذين لا يتحمّلون الآثار الجانبية للأنفرانيل، فعليك بتغيير الدواء بأدوية أخرى، والدواء الآخر الفعّال ليس من فصيلة الأنفرانيل، وأظنُّ أنه ليس باهظ الثمن والتكلفة.

الدواء البديل هو فلوكستين - عشرين مليجرامًا - يساعد كثيرًا جدًّا في علاج الاكتئاب والوسواس، ابدأ بكبسولة بعد الإفطار يوميًا، سوف يبدأ مفعولها بعد أسبوعين، سوف تأتي بنتائج ملحوظة بعد مرور ستة أسابيع أو شهرين من بداية العلاج، وبعد اختفاء معظم أعراض الوسواس يمكنك الاستمرار على الفلوكستين لفترة لا تقل عن ستة أشهر، إلى تسعة أشهر، ويمكن التوقف عن الدواء دون تدرُّجٍ، حيث إنه ليس هناك أعراض انسحابية لهذا لدواء.

وإن كان في الاستطاعة إضافة مكوّن نفسي - أي علاج سلوكي - مع العلاج الدوائي، فهذا يكونُ أفضل؛ لأن الجمع بين العلاجين لا يحتاج إلى رفع جرعة الدواء، ولا يحتاج إلى الاستمرار في الدواء لفترة طويلة، وعند التوقف من الدواء الدوائي عادةً لا تعود أعراض الوسواس مرة أخرى.

فإذًا الفلوكستين هو العلاج المناسب لك، وإن كانت هناك إمكانية الجمع بينه وبين علاج سلوكي، فهذا يكونُ أفضل كما ذكرتُ أخي الكريم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً