الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو الدواء الأفضل للتخلص من الهلع وبلا أعراض جانبية؟

السؤال

السلام عليكم
دكتورنا الفاضل محمد عبد العليم، وأسعد الله يومك بالخير والمسرات.

شرحت لك حالتي قبل مدة، حيث أصبت بالهلع قبل ٤ أشهر، وبدأت بالعلاج قبل ثلاثة أشهر، وتحسنت حالتي، حيث زال الهلع وزالت أغلب الأعراض له، وأصبحت حالتي مستقرة بالعلاج، ولله الحمد، وبقي لدي بعض الأعراض التي لا زالت تلازمني، مثلاً أشعر بشعور غريب في داخل صدري، شعور ضغط أو شعور خوف أو شعور فجع أو فزع، بالمقابل أشعر بأن مزاجي في وضع هدوء وسكون، وفي أحسن حال.

أصبح لدي شعور متضارب، بحيث أن رأسي أو مزاجي هادئ، وفي صدري أو منتصف صدري شعور بالخوف أو الفزع، وكأن أحداً أفزعني!

حين أتنفس أشعر باضطراب في التنفس، ورجفة في التنفس، وكأن أحداً أفزعني، فآخذ نفساً عميقاً، وكأنه نفس خوف، وعند التنفس لا أتنفس بشكل كامل بل يكون التنفس متقطعاً، وبه رجفة.

لا أعلم ما الحل لهذه المشاعر المتضاربة؟ وأحياناً أشعر بعطش وجفاف الريق، وأظن أنه عطش الخوف.

علماً أني لا أفكر بشيء يخيفني، ولا ألقي بالاً لأي شيء، ولكن فقط مجرد شعور خاطئ، وأستخدم سبرالكس بجرعة ١٠ ورفعتها ل٢٠ منذ ١٥ يوماً، بمعدل نصف حبة صباحاً ونصف حبة مساءً، وأستخدم معه دوجماتيل٥٠ حبة صباحاً وحبة مساءً، فهل لديكم تفسيرا لهذا؟

هل تنصحني بإضافة دواء آخر؟ علماً أني أطبق تمارين التنفس، وأمارس الرياضة، ومزاجي في أحسن حال، ولله الحمد، لدي شعور داخل صدري بالفزع وشعور يضغط على صدري لا زال موجوداً ويزعجني، لا أعلم هل هي أعصاب أم أوتار أم ماذا؟

ما تفسيركم لهذا الشعور؟ وما الحل؟ وهل أعراض الهلع المتبقية تزول مائة بالمائة مع العلاج؟ وهل الهلع مرض مزمن كالسكر أو الضغط؟ وهل أستمر على العلاج مدى الحياة؟ وهل سأعود كما كنت في السابق قبل الهلع طبيعي مائة بالمائة؟

جاءني شعور غريب، وهو قلة التركيز، بحيث أني أرى كل شيء أمامي، ولكن لا أستطيع التركيز فأحاول أن أهز رأسي لكي أستوعب وأشعر أن رأسي متخدر! هل السبرالكس يعمل لتخدير المخ أم ماذا؟ وما هذا الشعور؟ ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإجابة على سؤالك بخصوص أنه بالرغم من أنك زدت جرعة السبرالكس وتعاطيت الدوجماتيل فما زال هناك شعور متضارب في الصدر، وجفاف في الريق، فتفسيري أن العلاج لم يزل كل هذه الأعراض، وما زلت تعاني من أعراض التوتر والقلق النفسي والهلع.

الهلع النفسي أو أعراض الهلع النفسي قد لا تزول مائة في المائة، وقد يستمر لبعض الوقت، ولذلك دائماً ننصح المرضى الذين يعانون من اضطرابات الهلع بالاستمرار في الدواء على الأقل لمدة سنة، وقد تطول الفترة عن هذا.

السبرالكس لا يؤثر في المخ على الإطلاق، السبرالكس يعمل عن طريق السيرتونين، ويعمل على زيادة السيرتونين، ولا يؤدي إلى عدم التركيز، بالعكس إذا كان عدم التركيز ناتجاً عن اكتئاب أو قلق أو توتر فالسبرالكس يعالج هذه المشكلة.

كما أن الأدوية النفسية أحياناً تحتاج إلى علاج نفسي، والعلاج النفسي والعلاج الدوائي أفضل من العلاج الدوائي في كثير من الاضطرابات النفسية، وبالذات اضطرابات الهلع والقلق بصورة عامة.

لذلك نصيحتي لك ليست بزيادة الدواء، وإضافة دواء آخر، ولكن بإضافة مكون نفسي، مكون نفسي علاج سلوكي، وإن شاء الله سيساعدك على التخلص من بقية هذه الأعراض التي عندك، والدراسات أثبتت أنه إذا أضيف العلاج النفسي للعلاج الدوائي فإن ذلك يؤدي إلى أخذ جرعة أقل من العلاج الدوائي، ويؤدي إلى عدم رجوع الأعراض مرة أخرى عند التوقف من الأدوية.

نصيحتي لك بإضافة مكون علاج نفسي مع الأدوية التي تتعاطها، وهذا إن شاء الله سيساعدك كثيراً.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً