الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي قلق وتوتر وتيبس في قدمي اليمنى وغصة في البلعوم

السؤال

السلام عليكم

أصبحت الدنيا سوداء بعيني، مع تيبس يدي وقدمي اليمنى، مع الإحساس بحرقة معدة، وعدم القدرة على البلع، وجفاف الفم وارتفاع الضغط، وتسارع دقات القلب، وكثرة التجشؤ.

أخذني أهلي للمستشفى، وعملوا لي تخطيط قلب، وتحاليل إنزيم القلب، وكلها سليمة، والحمد لله، وقد ذهبت إلى دكتورباطنية وصدرية قال: عندك حالة نفسية، وتحاليلك سليمة.

أعطاني دواء انافرانيل 25 جرعة واحدة في الليل عند النوم، ونورجسيك وايرلازين، قال: بعد شهر تتم المراجعة.

حين استخدمت هذا الدواء ظهرت لدي أعراض جديدة، عدم القدرة على الأكل، ودوخة و دوار، وشيء في بلعومي لا أستطيع أن آكل أي شيء.

نزل وزني، ونفسي متعبة، وأصبح عندي خدر في الجهة اليسرى، ورجلي ورأسي، تركت النورجسيك والأعراض كما هي.

ذهبت للطبيب وقال: ما تحملت العلاج، وما فيك شيء، بل هي مجرد ضغوطات الحياة أو الغضب، ودعا لترك الايرلازين، والحمد لله، أصبحت صحتي أحسن، ونومي أصبح قليلاً، وأريد أن آكل، لكن تمنعني حرقة بالبلعوم، وانسداد الأنف.

أحس جسمي في تعب، ولا أقدر أمسك أي شيء مدة طويلة، فتبدأ يدي تؤلمني!

علماً أن عندي طنينا بالأذن، ويزداد عند الاستلقاء على الفراش، وقبل شهرين كان فيها شمع يابس، ونظفها الطبيب بالآلة، وسحب الشمع، وأصبح فيها صوت، وبدأ يزداد الطنين!

شكراً لكم، وبارك الله في جهودكم على هذا الموقع، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما تعانين منه هو اضطراب نفسي، اضطراب القلق والمخاوف المرضية وتوهم المرضي الوسواسي والمخاوف المرضية، وهذا ما يجعلك كل مرة تشكين من ألم في عضو أو جزء من أجزاء الجسم المختلفة.

هذا هو اضطراب نفسي في المقام الأول، وكل الفحوصات تكون سليمة، الأمراض النفسية لا تشخص بالفحوصات، والفحوصات عادة تكون سليمة، الفحوصات تكون غير سليمة في حالة وجود اضطرابات عضوية أو مرض عضوي، وطبعاً أحياناً هذه الأمراض النفسية قد لا تعالج بالحبوب النفسية فقط، وأحياناً الشخص قد يستجيب لبعض هذه الأدوية، وشخص آخر لا يستجيب لهذه الأدوية، مع أنهما يعانيان من نفس المرض.

هذا قد يفسر عدم استجابتك للانفرانيل والأيرازين الذي أعطي لك، والأنفرانيل عادة -يا أختي الكريمة- هو مضاد للاكتئاب، وفعال في علاج الوسواس القهري، وفاعليته في القلق والتوتر يعني غير كبيرة.

أحياناً يحتاج الإنسان للعلاج النفسي، ويكون العلاج النفسي أفيد من العلاج الدوائي، ودائماً الجمع بينهما أفضل، وبالذات العلاج النفسي مهم في الحالات التي تكون فيها مشاكل حياتية، أو ضغوط نفسية مرة بالشخص، لأنهما العلاج النفسي أفيد من العلاج الدوائي، ولكن حتى في حالة عدم وجود مشاكل حياتية أو ضغوط نفسية فالجمع بين العلاجين هو الأفضل.

واضح من خلال ذهابك الكثير إلى أطباء الأنف والأذن والحنجرة، والأطباء مختلفون، وليست هناك مشاكل أمراض عضوية، لأن كل التحاليل كانت سليمة.

النصيحة أن تتوقفي عن زيارة الأطباء، أطباء الباطن وأطباء الأنف والأذن والحنجرة وغيرهم، وأن تتوقفي عن عمل الفحوصات، لأن هذا يدعم ويزيد من الإحساس بالمرض ولا يفيد شيئاً.

عليك بالاستمرار مع الأطباء النفسيين، وليس بالضرورة أن تعالجي بالأدوية، ويمكن أن تعطي أدوية فعالة ضد القلق والتوتر وأعراضها الجانبية قليلة، وعليك بالذهاب إلى طبيب نفسي آخر، وسوف يقوم بأخذ تاريخ مرضي مفصل، وكشف للحالة العقلية من خلال المقابلة المباشرة، وإما كتابة دواء آخر، أو إحالتك إلى العلاج النفسي.

العلاج النفسي مهم جداً في هذه الناحية، أختي الكريمة، وعليك أن تفعلي أشياء يمكن أن تساعدك، الرياضة -رياضة المشي- إن كنت تستطيعين ذلك، وإلا فتمارين خفيفة يومياً بالمنزل، النوم المبكر، الوجبات المنتظمة، الهوايات التي تبعد الشخص عن التفكير الكثير، وبالذات الهوايات الحركية، مجالسة الأصدقاء، أن يكون عندك صديقة مقربة دائماً، مثلاً تتكلمين معها عن مشاكلك.

كل هذه الأشياء تساعد في إزالة القلق والتوتر، ولا تنسي أختنا الكريمة، الصلاة في مواعيدها، وقراءة القرآن، والدعاء، فهذه تؤدي إلى السكينة والطمأنينة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً