الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تركيب دعامتين للقلب بدل دعامتين قديمتين فيه ضرر؟

السؤال

السلام عليكم

والدي بعمر 55 عاماً، منذ سنتين جاءته أزمة قلبية، وقام بعدها بعملية دعامات في القلب، والحمد لله، كان بخير، وكان شديد التدخين قبل العملية يدخن السجائر، وبعد ذلك تركها، ثم اتجه إلى شرب الشيشة، إلى أن فوجئنا منذ أسبوع بأن أزمة القلب جاءته مرة أخرى، وأخبرنا الطبيب بعد عمل القسطرة التشخيصية أن الدعامتين مسدودتان، والحل هو إجراء عملية تركيب دعامتين.

أريد أن أطمئن، هل هذه العملية سهلة، وليس فيها أي خطورة؟ وهل من المعقول أن الدعامات تنسد بعد سنتين، وليس كما نظن أنها صالحة لعدة سنوات كثيرة؟ وما نصيحتكم له؟

وفقكم الله لما يحبه ويرضى.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الهدف من القسطرة والدعامة هي توسيع الشريان بشكل دائم ليسمح بإرواء عضلة القلب بما تحتاجه من الدم المؤكسد المشبع بالأكسجين، وانسداد الدعامة للفشل في اتباع نظام علاجي بعد الأزمة القلبية، وتركيب الدعامات.

النقطة الأهم هي التوقف عن تناول التبغ في الشيشة، حيث استبدل الوالد -حفظه الله- التدخين بما هو أسوأ منه، لأن كمية التبغ الموجودة في حجر الشيشة الواحدة يساوي أكثر من 40 سيجارة، ولذلك ضرر الشيشية أكثر بكثير من ضرر التدخين، وكلاهما ضار، وبالتالي من المهم العمل على الإقلاع عن تلك الآفة الضارة التي لا تضر المعدة فقط، بل يتعدى أثر ضرر التبغ والتدخين إلى كل أعضاء الجسم بما في ذلك القلب.

من المعروف أن التدخين يؤدي إلى نقص الأكسجين؛ وذلك لأن الهيموجلوبين يفضل الارتباط بغاز أول وثاني أكسيد الكربون الموجودين في الشيشة أو السجارة أكثر بنحو 210 مرة من ارتباطه بالأكسجين، فيظل الهيموجلوبين في حركة دائمة بين الخلايا والرئتين محملاً بالغازات السامة، دون حمل للأكسجين، فيؤدي ذلك إلى الشعور بالخفقان والتعب العام والإرهاق، وإلى تضرر الشرايين وانسداد الدعامات.

هناك بروتوكول عالمي للعلاج، لما بعد الأزمة القلبية، وهو علاج ارتفاع ضغط الدم من خلال تناول أحد أدوية ACE inhibitors مع تناول أسبرين الأطفال 100 مج مع تناول أحد الأدوية الخافضة للكوليستيرول، مثل lipitor 40 mg وتناول أحد مضادات التجلط مثل: Plavix أو (clopidogrel) وعدم تناول هذه الأدوية يؤدي إلى عودة انسداد الدعامة، بسبب ترسب الكوليستيرول في الشرايين، وهو في الواقع السبب الذي أدى إلى تكون الجلطة في المرة الأولى، مع ضرورة المتابعة في أحد مستشفيات القلب، أو عند استشاري قلب لتناول تلك الأدوية.

مع ضرورة متابعة فحص السكر الصائم، والكوليستيرول والدهون الثلاثية، ويورك أسيد، ووظائف الكلى والكبد ومتابعة الحالة مع طبيب أمراض باطنة، والتوقف التام عن تدخين الشيشة لأنها أخطر من تدخين السجائر، وليس معنى ذلك العودة إلى التدخين بل يجب الإقلاع الفوري عن الشيشة، مع ضرورة إنقاص الوزن في حال وجود وزن زائد أو سمنة، وممارسة قدر من الرياضة، والإقلال من الملح، والبعد عن المخللات، والبعد عن التوتر والانفعال المتكرر، ويسمى كل ذلك تغيير نمط الحياة؛ حتى نحافظ على سلامة الشرايين والقلب، ولكن مازالت الحاجة ملحة وضرورية لعمل دعامة مرة أخرى.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً