الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مزاجي دائما سيء ونظرتي للحياة سوداوية.. ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً إسلام ويب على مجهوداتكم العظيمة، وعطائكم غير المشروط.

أنا فتاة عمري 21عاما، في كلية الهندسة، أتناول سيبراليكس عيار(10) منذ سنتين ونصف( بجرعة حبة واحدة) لتخفيف أعراض التوتر الشديد بسبب المذاكرة والضغط النفسي، أنا دائما قلقة ولدي مخاوف، دائما أنظر إلى الحياة على أنها عذاب وتعب دائم ومكابدة شاقة، لا تنتهي إلا بموت الإنسان، أي أنها سلسلة من العذاب، أحيانا أسأل نفسي: كيف يذهب الناس كل يوم! كل يوم إلى العمل؟ ما الدافع والقوة التي تجعلهم يصبرون ويداومون في عملهم أو جامعتهم؟

أنا أكبر إخوتي، أوضاعنا المادية ممتازة، كل شيء متوفر لخدمتي، لدي والدان حنونان، وأنا جميلة ومتفوقة، علاقاتي الاجتماعية لا بأس بها، لدي كل ما أرغبه من ملابس وأجهزة وغيرها، فعلاً لا ينقصني شيء، لكن يلازمني هذا الشعور دائما.

أرغب أحياناً بالبكاء بلا سبب، وغالبا تراني حزينة، لقد تعبت ولا أدري لم كل هذه المشاعر السيئة، ولم كل هذا التشاؤم.

أستيقظ محبطة كل يوم تقريبا، لا أريد التحرك من السرير، ولا الاستيقاظ، أحيانا أفوت دوام الجامعة بدون سبب غير أن مزاجي سيء.

أنا على أبواب خطوبة ومتخوفة من هذه المشاكل أن تؤثر على حياتي، فالأم والأب يتفهمون مزاج ابنتهم، أما الزوج فربما لا.

أفيدوني تعبت، ولا أدري ما مشكلتي، وشكرا لكم فريق إسلام ويب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hny حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك بعض الناس يُعانون من سمات الشخصية القلقة التي تحسس لكل شيء، وتتوتر بصورة مستمرة، خاصة تحت ضغوطات ومشاكل حياتية ونفسية، وطبعًا الدراسات الجامعية من أكثر فترات الحياة ضغطًا، وعادةً في هذه السنين العمرية يكون الشخص أيضًا تحت صراعات متعددة وقلق مستمر، وهذا ما يحدث معك - يا أختي الكريمة - بالرغم كما ذكرتِ الحمدُ لله من ناحية أسرية واجتماعية واقتصادية الأمور كلها جيدة والحمد لله، وواضح أنك الآن على أعتاب التخرّج من الجامعة.

الـ (سيبراليكس) مفيد، ولكن إذا كان القلق جزء من سمات الشخصية فيجب أن نلجأ للعلاج النفسي، العلاج النفسي مهم للأشياء التي تكون جزءًا من سمات الشخصية، لكي تتعلمي طرق، لكي تتخلصي من هذه الأشياء المستمرة معك، من خلال الاسترخاء النفسي، ومن خلال اكتساب مهارات محددة للتعامل، وهذا يؤدي إلى التوقف عن الدواء، ويُساعدك أيضًا في مستقبل حياتك الأخرى.

أنا لا أتفق معك أن الزوج لا يُقدِّر، هذا يعتمد على الزوج وشخصيته، وأنت ليس معك مرض نفسي خطير يجعل الزوج لا يتفهم، هناك مشاكل معينة في حياتك، -وإن شاء الله- خطيبك وزوجك يكون متفهمًا لوضعك، ولذلك لم تؤثِّر تأثيرًا كبيرًا في حياتك بالرغم من المعاناة التي تعانين منها، ولكني على ثقة بأن بالعلاج النفسي ومع تقدّم الوقت والسن وإتمام الحياة الجامعية، فكل هذه الأشياء -إن شاء الله- سوف تختفي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً