الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أقصى مدة للحكم على مدى فاعلية أو فشل الدواء؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور/ محمد عبد العليم عذرا على كثرة الأسئلة، لكن هذه المرة سؤال واحد واضح ودقيق:

ما أقصى مدة لتغيير الدواء إذا كان التحسن صفرا؟ وإذا كان الطبيب يكتفي بشهر واحد للحكم على الدواء بالفشل هل هذا يعني أنه غير كفؤ ولا يعلم ماذا يفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا سؤال جيد ويشغل كثيرا من الناس، أو الكثير من الناس لا يقدرون أن الأدوية النفسية على وجه الخصوص تتفاوت فاعليتها من إنسان إلى آخر، وفترة بدايات الفاعلية والتحسن أيضاً متفاوتة من إنسان إلى آخر، بصفة عامة مضادات الذهان يجب أن تؤدي إلى فاعلية واضحة من خلال تناولها بانتظام لمدة أسبوعين إلى 4 أسابيع، وإذا لم يحدث تحسن واضح في حالة المريض فهنا يجب تغيير الدواء وقبل ذلك مراجعة التشخيص؛ لأن التشخيص ربما يكون خطأ.

أما بالنسبة لمضادات الاكتئاب ومضادات الوساوس؛ فالأمر يتطلب الصبر عليها لمدة 8 إلى 12 أسبوعا أي شهرين إلى ثلاثة، ولا بد أن نراعي الآليات العلاجية الأخرى كالعلاج السلوكي، والعلاج الإسلامي، والعلاج الاجتماعي، واستعداد الشخص لتغيير منهج حياته ونمطها؛ لأن هذه تساعد في العلاج، حتى بعض الدراسات أشارت أن الذين يقدمون على الأدوية ويستعملونها بإصرار ويكون لديهم إرادة التحسن، ويلجؤون إلى أساليب العلاج الأخرى غير الدوائية هذا يساعد في تنشيط فاعلية الدواء، وهذا أمر يجب أن نلتفت إليه، فإذاً نوعية الدواء، البناء النفسي للشخصية، نوعية المرض، والجرعة التي يتناولها الإنسان من الدواء، وأخذه بالآليات العلاجية الأخرى هي التي تحدد مدة تناول الدواء، أي متى يبدأ التحسن.

ونقطة مهمة جداً: وهي أن بعض الناس لا يصبرون على الدواء، لا يصبرون على البناء الكيمائي، ومع احترامي الشديد جداً لزملائي الاطباء وبكل تقدير لهم، فالبعض أيضاً قد يكون عجولاً يريد أن يخدم المريض بأي طريقة، لكن الناحية العلمية تحتم أن يعطى الدواء الفرصة الكافية والكاملة، ولا يوجد تطابق بين المرضى، كل مريض له ظروفه، وله آلياته العلاجية، ولديه استعداده المعين؛ هذه كلها يجب أن نراعيها حين نحدد مدة العلاج، وهل هذا الدواء فشل أم لم يفشل، أتمنى أن أكون قد أجبت على سؤالكِ.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً