الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والعصبية والتردد في أبسط الأمور، فكيف أعود لطبيعتي السابقة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متزوجة عمري ٣٠ سنة، ولدي ٣ أطفال، طالبة جامعية، لا أعاني من أي أمراض -ولله الحمد-، وزني طبيعي، ولكن التغذية ليست جيدة، ففي معظم الأحيان أتناول وجبة واحدة في اليوم، ولدي نقص في فيتامين دال فقط.

أعاني من القلق والعصبية والتردد في أبسط الأمور، والتفكير الدائم في كل شيء يستحق أو لا يستحق، وأحيانا أفكر بأشياء من الماضي، أو أشياء قد لا تحصل، وأخطط لأشياء لا أنفذها دائماً، وأشعر بتأنيب الضمير دائما تجاه أولادي، فلا أحب قضاء الوقت معهم، ولا مشاركتهم، ولا أتحمل الأصوات العالية والنقاشات.

أعاني من كسل وخمول بشدة، ولا أرغب في عمل أي شيء، ولا في الخروج لأي مكان على الإطلاق، ولا أقابل أحد إلا نادرا، فتمر الشهور لا أرى أحد غير زميلات الجامعة مرة واحدة أسبوعيا، وعلاقتي معهم سطحية جدا، ولا أحب الذهاب للتسوق إلا وقت الحاجة الماسة، فغالبا أطلب مشترياتي عبر الإنترنت، ولدي مقاومة شديدة لفعل الأشياء حتى لو كنت أحتاجها، أو أرغب في فعلها فلا أستطيع تفسير سبب هذه المقاومة.

يقول زوجي بأنني لا أثق بنفسي، وأنقص من إمكانياتي، وأشعر بذلك فعلاً، ولكن من حولي يعطون أنفسهم أكثر من منزلتهم.

كما أعاني من قلة التركيز والحفظ، وهو ما يسبب لي القلق النفسي الشديد، ومع ذلك لا زلت أبذل مجهود أكثر للحفاظ على معدلي، ولكن مع بداية هذا الفصل أشعر بوهن شديد، وعدم الرغبة في الدراسة، ولا المذاكرة، ولا حل الواجبات إطلاقا، وأشعر بالضيق والحزن دائما.

أعرف التصرفات الصحيحة التي ينبغي علي فعلها، ولكن لم يعد لدي القدرة على ضبط النفس كالسابق، فكيف أحسن من تركيزي وحفظي، وكيف أصبح سعيدة ونشيطة وفعّالة، و وكيف أتخلص من الكسل والعزلة، مع العلم أنني لا أشعر بضيق من عزلتي، ولكنني مقصرة جدا مع من حولي، فكيف أعود لطبيعتي السابقة؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lala حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بكل هذا، أعانك الله وخفف عنك بعض هذه المعاناة.

السؤال الأهم هنا، هل هذا الحال التي وصفت في سؤالك شيء جديد، وغير طبيعتك السابقة أو القديمة، أو هي الصورة ذاتها، ومنذ سنوات عديدة، فالموضوع يختلف تماما بناء على الجواب الدقيق لهذا السؤال.

فإذا كان الوضع قديما، فغالبا ما يشير هذا لطبيعة في الشخصية وظروف المعيشة، الأمر الذي يحتاج لبعض الجهد والصبر على التغيير، سواء بنفسك، أو عن طريق العمل مع أخصائية نفسية، وممكن أن تكون هذه الأخصائية في الجامعة عندكم في خدمات الطالبات، فيمكن أخذ موعد معها، والحديث المفصل في هذه الأمور، والاتفاق على طريق التغيير المطلوب، بينما إذا كان الأمر حديثا نسبيا، فهذا يشير لأمر طارىء حدث في الفترة الأخيرة، وهناك عدة احتمالات لهذا.

ولا أخفيك أن الذي خطر في ذهني أن هناك احتمالا، وخاصة إذا كان أصغر أطفالك دون السنة من العمر، مع أنك لم تخبرينا بهذا، أي أن الولادة تمت منذ أشهر، فهناك احتمال أنك تعانين مما نسميه اكتئاب ما بعد الولادة، وهو منتشر بين السيدات عقب الولادة، وقد تصل الإصابة عند ربع السيدات بعيد الولادة، وهو بكل هذه الأعراض التي وردت في سؤالك، فإذا كان هذا الذي يحصل ويفسر هذه الأعراض، فهو بالتالي يحتاج للتشخيص الدقيق ومن ثم العلاج، والخبر الجيد أن اكتئاب ما بعد الولادة يستجيب بسرعة للعلاج الفعال بأحد مضادات الاكتئاب.

وسواء كانت هذه الأعراض قديمة أو حديثة نسبيا، فأخذ موعد مع الأخصائية النفسية في الجامعة تبقى خطوة مفيدة للتقدم للأمام، ومعرفة المطلوب القيام به من أجل التغيير.

وفقك الله، وكتب لك الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً