الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب وارتجاف يتزامن ذلك مع فصل الشتاء البارد.

السؤال

السلام عليكم

شكراً جزيلاً على ما تقدمونه.

أنا بعمر 30 سنة، متزوج وعندي طفلان، أعاني من أعراض متنوعة، اكتشفت أنها تتزامن مع دخول الشتاء، جاءت قبل سنوات، وكانت متزامنة مع دخول الشتاء.

لا أعرف سببها، فهي تبدأ باكتئاب وقلة مشاركتي مع الأهل، وعند دخول الليل تبدأ في رجفة، وكأنها رجفة البرد، وفي الحقيقة الجو ليس ببارد جداً، وأحس ببرد شديد، وتستمر لساعات، ويصاحبها أحياناً شعور برغبة المشي، وعدم الاستقرار طول الليل.

صرت لا أستطيع أن أجلس أو أستقر إلا عند صلاة الفجر، وأظل ماشياً لساعات في منتصف الليل، رغم النعاس وتعب الرجلين.

كما أعاني من شعور بعدم راحة في الصدر، ونفَسي قصير، ويحتبس نفسي أو يثلج صدري أو يضيق، وإذا كان الهواء بارداً أصابني مباشرة في وجهي، وأتنفسه مباشرة، كما هو الحال في تكييف السيارة.

علماً أن مكان عملي بعيد، يستمر لأسبوعين في الصحراء، وأعاني عند ذهابي للعمل من فقداني للشهية، وعدم الأكل، والإحساس بالجوع والاكتئاب، وعدم النوم، بينما عند عودتي للمنزل تعود شهيتي تدريجياً يوماً بعد يوم.

ذهبت للطبيب وعملت فحص دم، وكانت فحوصاتي جيدة، ولله الحمد، وأعطوني حبوباً مضادة للحموضة، مع حبوب مضادة للغثيان، وتم تحويلي لعيادة نفسية، ولكن لم يقنعوني بحالتي، فلا أدري ما الذي بي، حيث أني خائف من مستقبلي المهني، واستمراري بالعمل، لأنه لا يمكنني العمل بهذا الحال، فأنا أعمل جاهداً لذكر كل ما أحس به من أعراض قد أراها غريبة.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله العافية والشفاء لك، وحالتك إن شاء الله يسيرة، وهي بالفعل كما تفضلت نوع من الاكتئاب الموسمي، الذي يبدأ مع دخول الشتاء، وعندك ما نسميه بالتململ الحركي في فترة المساء، وهذه ظاهرة وإن كانت نادرة ولكنها معروفة لدينا.

الكثير من الحالات النفسية قد تأتي في ظاهرة غريبة بعض الشيء، هنالك حالات دورية، هنالك حالات موسمية، هنالك أنواع من التململ الحركي الذي لا يظهر إلا في أثناء الليل، وسبحان الله هذا كله مرتبط بالتكوين الإيقاعي للكون، الليل النهار الشمس القمر وهكذا، كل شيء خلقه الخالق العظيم بطريقة عجيبة مبدعة، مع شيء من التناغم، وشيء من الإيقاعية.

هذا يجعل الإنسان يسير في نفس الطريق من الناحية المزاجية، مثلاً لماذا نجد أن الاكتئاب يطبق على بعض الناس في فترة الصباح فقط، وحين يأتي المساء يكونون على أحسن ما يكون أليست الإيقاعية نعم هي كذلك.

قضية الساعة البيولوجية على سبيل المثال أن الكثير من الناس يكون سبب اضطراب نومهم أن الساعة البيولوجية لديهم ليست منظمة ليست مرتبة، ينامون نهاراً يسهرون ليلاً، يتناولون المثيرات ليلاً لا يتريضون، وحين يبدؤون في مجاهدة أنفسهم بأن يتجنبوا النوم النهاري أن يبدؤوا في الرياضة أن يثبتوا وقت نومهم، أن يحفظوا أذكار نومهم تبدأ هذه الإيقاعية العظيمة في ترتيب حياتهم ونومهم بصورة ممتازة جداً.

أيها الفاضل الكريم، أنا ليس لدي أي شك أن حالتك هي نوع من الاكتئاب النفسي الموسمي، مع التململ الحركي الليلي، الذي هو مرتبط بالإيقاعية الفسيولوجية في جسم الإنسان.

أرجو أن تواصل مع طبيبك النفسي، وتعرض عليه وجهة نظرنا هذه، وأعتقد أن كل الذي تحتاجه هو أن تعرض نفسك لشيء من الضوء أو أشعة الشمس في فترة الشتاء، هذا مهم جداً.

أرجو أن تتأكد من مستوى فيتامين (د) لديك، وإن كان فيه نقص فلا بد أن تكمله، وعليك بممارسة الرياضة، ومن أفضل الأدوية التي ستفيدك عقار يعرف باسم (ترازيدون) أعتقد أنه موجود في الأردن، والجرعة تبدأ بـ 50 مليجراماً ليلاً، لمدة شهرين ثم تجعلها 100 مليجراماً ليلاً لمدة 3 أشهر، ثم يمكن أن تستمر على 50 مليجراماً ليلاً لمدة 6 أشهر مثلاً.

هذه وجهة نظري، وأشكرك كثيراً أيها الفاضل الكريم على الثقة في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً