الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وجود كتلة في الجهة اليسرى من الرقبة، فهل هذا خطير؟

السؤال

السلام عليكم..

قبل شهرين تقريبا اكتشفت كتلة صغيرة في الجانب الأيسر من الرقبة، ولا أعلم إن كانت موجودة من فترة طويلة؟ لأنني بالصدفة اكتشفتها حجمها ما بين 1 سم إلى1.5سم غير مؤلمة، وقليلة الحركة، ولا ترى بالعين إلا إذا لمستها، ولا أشكو من أي أعراض أخرى.

في بعض الأحيان أشعر وكأنها تكبر وقاسية، وفي حين آخر أشعر كأنها طرية وصغيرة، لا أعلم إن كان هذا الشعور حقيقة أو مجرد وهم، لأنني أعاني من وسواس المرض منذ فترة طويلة، حيث ألمس هذه الكتلة بكثرة.

علما بأنني نحيف، ووزني لا يتعدى 55 كيلو غرام، وعمري 21سنة.

كما أني أطقطق رقبتي باستمرار، وأشعر ببعض الآلام من الجانب الأيسر من الرقبة عند الطقطقة، وقبل فترة عانيت من نزلة برد وزكام.

طمئنوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا قلق ولا خوف من وجود تلك الكتلة الصغيرة على جانب الرقبة وأسفل الفك؛ لأنها غدد ليمفاوية، وتمثل مع الأوعية الليمفاوية جزءا مهما من الدورة الدموية لإعادة رشح الخلايا أو مادة اللمف من جميع خلايا الجسم إلى الدورة الدموية، وكأنها تمثل شبكة الصرف الصحي في جسم الإنسان إلى أن تصل إلى وريد قرب القلب لتصب في الدورة الدموية، لكي تأخذ دورتها في الجسم مرة أخرى.

ولكل عضو من أعضاء الجسم الأوعية والغدد الليمفاوية الخاصة به, تأخذ سوائله المرتشحة وتعود بها إلى القلب.

ومن هنا إذا التهب الفك والأسنان واللثة فإن هذه الغدد في زاوية الفك وعلى جانب الرقبة تلتهب أيضًا؛ لأن الميكروب وصلها مع السوائل القادمة من المنطقة الملتهبة فتلتهب ويكبر حجمها وتتحول من حجم حبة العدس وهو الحجم الطبيعي غير المحسوس إلى حجم حبة الحمص أو البازلاء، ومع تكرار الالتهاب لا تعود تلك الغدد إلى حجمها الأصلي، بل تظل في الحجم الجديد، ولا قلق من ذلك ولا ضرر، ولا تتحول إلى أورام كما يظن البعض.

وهكذا كل منطقة من مناطق الجسم إذا حدث بها التهاب، فإن الغدد والأوعية اللمفاوية الملحقة بها تلتهب أيضا، ومع العلاج يشفى العضو الملتهب, وتشفى معه الغدد الملتهبة.

إلا أن الغدد مع تكرار الالتهاب وشفائه لا تعود إلى حجمها الأصلي السابق كما قلنا, ولكن يكبر الحجم تدريجيًا؛ حتى تصل إلى حجم محسوس وليس منها خطورة, طالما أنها غير منتشرة في أماكن كثيرة في نفس الوقت.

والنحافة تشير إلى نقص في الكتلة العضلية نتيجة الإقلال من تناول البروتين والعناصر الغذائية الضرورية للعمليات الحيوية في جسم الإنسان، والوزن القياسي يساوي أول رقمين من الطول، فإذا كان طولك 170 سم فإن الوزن القياسي لك هو 70 كجم، وإذا كان طولك 175 سم فإن وزنك القياسي هو 75 كجم، وهكذا.

وهناك الكثير من الأطعمة التي تحتوي على فواتح شهية بطبيعتها مثل: المخللات، والسلطات، والمشويات، ويمكنك تعويض عدم الرغبة في تناول الطعام من خلال تناول وجبات خفيفة ومتكررة تحتوي على بعض الفطائر والمعجنات والتمر والعسل والبروتين الحيواني، ومخلوط الحليب مع الموز الناضج، وتناول ثمار التين الطازج التي تحتوي على كثير من الفيتامينات والسعرات الحرارية، وتفيد في زيادة الوزن، وبالتالي يتحسن الوزن إن شاء الله، ويمكنك تناول مقويات للدم للتغلب على حالة الضعف العام، وسوف تتحسن حالتك الصحية إن شاء الله.

مع ضرورة التوقف عن (طقطقة الرقبة)؛ لأن ذلك يؤدي إلى خشونة المفاصل والفقرات، وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى انزلاق غضروفي وشد عضلي في عضلات الرقبة، مع زيادة الشعور بالألم.

ومن المهم لتقوية العظام أخذ حقنة فيتامين (د) 600000 وحدة دولية في العضل، ويتبع ذلك أخذ كبسولة فيتامين (د) جرعة 50000 وحدة دولية كل أسبوع لمدة شهرين، مع أقراص كالسيوم 300 مج مرتين يوميا لمدة شهرين أيضا، مع ضرورة شرب الحليب وتناول منتجات الألبان بصفة يومية، مع تناول حبوب مسكن للألم عند الضرورة مثل: بروفين 400 مج أو كبسولات CELEBREX 200 MG لعدة أيام.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب بدر

    جزاكم الله خير على كل ما تقدمونه والله يشفي جميع المسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً